الشورى ٣٠ - ٢٦
شديد
ويعفو عن سياتهم ويستجيب لهم اذا دعوه ويزيدهم على ما سالوه وعن ابراهيم بن ادهم انه قيل له ما بالنا ندعوه فلا نجاب قال لانه دعاكم فلم تجيبوه والكافرون لهم عذاب شديد في الاخرة ولو بسط الله الرزق لعباده اى لو اغناهم جميعا لبغوا في الارض من البغى وهو الظلم اى لبغى هذا على ذاك وذاك على هذا لان الغنى مبطرة مأشرة وكفى بحال قارون وفرعون عبرة او من البغى وهو الكبر اى لتكبروا في الارض ولكن ينزل بالتخفيف مكى وابو عمرو بقدر ما يشاء بتقدير يقال قدره فدرا وقدرا انه بعباده خبير بصير يعلم احوالهم فيقدر لهم ما تقتضيه حكمته فيفقر ويغنى ويمنع ويعطى ويقبض ويبسط ولو اغناهم جميعا لبغوا ولو افقرهم لهلكوا وما ترى من البسط على من يبغى ومن البغى بدون البسط فهو قليل ولا شك ان البغى مع الفقر اقل ومع البسط اكثر واغلب وهو الذى ينزل الغيث بالتشديد مدنى وشامى وعاصم من بعدما قنطوا وقرىء قنطوا وينشر رحمته اى بركات الغيث ومنافعه وما يحصل به من الخصب وقيل لعمر رضى الله عنه اشتد القحط وقنط الناس فقال مطروا اذا اراد هذه الاية او اراد رحمته في كل شىء وهو الولى الذى يتولى عباده باحسانه الحميد المحمود على ذلك يحمده اهل طاعته ومن اياته اى علامات قدرته خلق السموات والارض مع عظمها ومابث فرق وما يجوز ان يكون مرفوعا ومجرورا حملا عل المضاف او المضاف اليه فيهما من السموات والارض من دابة الدواب تكون في الارض وحدها لكن يجوز ان ينسب الشى الى جميع الذكور وان كان متلبسا ببعضه كما يقال بنو تميم فيهم شاعر مجيدو انما هو في فخذ من افخاذهم ومنه قوله تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وانما يخرج من الملح ولا يبعد ان يخلق في السموات حيوانات يمشون فيها مشى الاناسى على الارض او يكون للملائكة مشى مع الطيران فوصفوا بالدبيب كما وصف به الاناسى وهو على جمعهم يوم القيامة اذا يشاء قدير اذا تدخل على المضارع كما تدخل على الماضى قال الله تعالى والليل اذا يغشى وما اصابكم من مصيبة غم والم ومكروه فيما كسبت ايديكم اى بجناية كسبتموها عقوبة عليكم بما كسبت بغير الفاء مدتى وشامى على ان ما مبتدأ وبما كسبت خبره من غير تضمين معنى الشرط ومن اثبت الفاء فعلى تضمين معنى الشرط وتعلق بهذه الاية من يقول بالتناسخ وقال لو لم يكن للاطفال حالة كانوا عليها قبل هذه الحالة لم تألموا وقلنا الاية