الشورى ٤٢ - ٣٧
يغفرون
الاثم هو الشرك والفواحس قيل ما عظم قبحه فهو فاحشة كالزنا واذا ما غضبوا من امور دنياهم هم يغفرون اى هم الاخصاء بالغفران في حال الغضب والمجىء بهم وايقاعه مبتدأ واسناد يغفرون اليه لهذه الفائد ومثله هم ينتصرون والذين استجابوا لربهم نزلت في الانصار دعاهم الله عز و جل للايمان به وطاعته فاستجابوا له بان امنوا به واطاعوه واقاموا الصلاة واتموا الصلوات الخمس وامرهم شورى بينهم اى ذو شورى لا يتفردون برأى حتى يجتمعوا عليه وعن الحسن ما تشاور قوم الا هدوا لارشد امرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ومما رزقناهم ينفقون يتصدقون والذين اذا اصابهم البغى الظلم هم ينتصرون ينتقمون ممن ظلمهم اى يقتصرون في الانتصار على ما جعله الله تعالى لهم ولا يعتدون وكانوا يكرهون ان يذلوا انفسهم فيجترىء عليهم الفساق وانما حمدوا على الانتصار لان من انتصر واخذ حقه ولم يجاوز في ذلك حلى الله فلم يسرف في القتل ان كان ولى دم فهو مطيع لله وكل مطيع محمود ثم بين حد الانتصار فقال وجزاء سيئة سيئة مثلها فالاولى سيئة حقيقة والثانية لا وانما سميت سيئة لانها مجازاة السوء او لانها تسوء من تنزل به ولانه لو لم تكن الاولى لكانت الثانية سيئة لانها اضرار وانما صارت حسنة لغيرها او تسمية الثانية سيئة اشارة الى ان العفو مندوب اليه والمعنى انه يجب اذا قوبلت الاساءة ان تقابل بمثلها من غير زيادة فمن عفا واصلح بينه وبين خصمه بالعفو والأغضاء فاجره على الله عدة مبهمة لا يقاس امرها في العظيم انه لا يحب الظالمين الذين يبدءون بالظلم او الذين يجاوزون حد الانتصار في الحديث ينادى مناد يوم القيامة من كان له اجر على الله فليقم فلا يقوم الا من عفا ولمن انتصر بعد ظلمه اخذ حقه بعدما ظلم على اضافة المصدر الى المفعول فاولئك اشارة الى معنى من دون لفظه ما عليهم من سبيل للمعاقب ولا للمعاتب والمعايب انما السبيل على الذين يظلمون الناس يبتدءونهم بالظلم ويبغون في الارض يتكبرون فيها ويعلمون ويفسدون بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم وفسر السبيل بالتبعة


الصفحة التالية
Icon