الشورى ٤٨ - ٤٣
والحجة ولمن صبر على الظلم والاذى وغفر ولمن ينتصر ان ذلك اى الصبر والغفران منه لمن عزم الامور اي من الأمور التي ندب اليها او مما ينبغى ان يوجبه العاقل على نفسه ولا يترخص في تركه وحذف الراجع اى منه لانه مفهوم كما حذف من قولهم السمن منوان بدرهم وقال ابو سعيد القرشى الصبر على المكاره من علامات الانبياء فمن صبر على مكروه يصيبه ولم يجزع اورثه الله تعالى حال الرضا وهو اجل الاحوال ومن جزع من المصيبات وشكا وكله الله تعالى الى نفسه ثم لم تنفعه شكواه ومن يضلل الله فماله من ولى من بعده فماله من احد يلى هدايته من بعد اضلال الله اياه ويمنعه من عذابه وترى الظالمين يوم القيامة لما راوا العذاب حين يرون لا عذاب واختير لفظ الماضى للتحقيق يقولون هل الى مرد من سبيل يسالون ربهم الرجوع الى الدنيا ليؤمنوا به وتراهم يعرضون عليها على النار اذ العذاب يدل عليها خاشعين متضائلين متقاصرين مما يلحقهم من الذل ينظرون الى النار من طرف خفى ضعيف بمسارقة كما ترى المصبور ينظر الى السيف وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة يوم متعلق بخسروا وقول المومنين واقع في الدنيا او يقال اى يقولون يوم القيامة اذ راوهم على تلك الصفة الا ان الظالمين في عذاب مقيم دائم وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله من دون عذابه ومن يضلل الله فما له من سبيل الى النجاة استجيبوا لربكم اى اجيبوه الى ما دعاكم اليه من قبل ان يأتى يوم اى يوم القيامة لا مرد له من الله من يتصل بلا مرد اى لا يرده الله بعد ما حكم به او بيأتى اى من قبل ان يأتى من الله يوم لا يقدر احد على رده مالكم من ملجأ يؤمئذ ومالكم من نكير اى ليس لكم مخلص من العذاب ولا تقدرون ان تنكروا شيئا ما اقترفتموه ودون في صحائف اعمالكم والنكير الانكار فان اعرضوا عن الايمان فما ارسلناك عليهم حفيظا رقيبا