الزخرف ١١ - ٤
البين للذين انزل عليهم لانه بلغتهم واساليبهم او الواضح للمتدبرين او الذى ابان طرق الهدى من طرق الضلالة وابان كل ما تحتاج اليه الامة في ابواب الديانة لعلكم تعقلون لكي تفهموا معانيه وانه في ام الكتاب لدينا وان القران مثبت عند الله في اللوح المحفوظ دليله قوله بل هو قران مجيد في لوح محفوظ وسمى ام الكتاب لانه الاصل الذى اثبتت فيه الكتب منه تنقل وتستنسخ ام الكتاب بكسر الالف علي وحمزة لعلى خبران اى في اعلى طبقات البلاغة او رفيع الشان في الكتب لكونه معجزا من بينا حكيم ذو حكمة بالغة ا فنضرب عنكم الذكر افننحى عنكم الذكر ونذوده عنكم على سبيل المجاز من قولهم ضرب الغرائب عن الحوض والفاء للعطف على محذوف تقديره انهملكم فنضر عنكم الذكر انكارا لان يكون الامر على خلاف ما قدم من انزاله الكتاب وجعله قرآنا عربيا ليعقلوه وليعملوا بمواجبه صفحا مصدر من صفح عنه اذا اعرض منتصب على انه مفعول له على معنى افنعزل عنكم انزال القران والزام الحجة به اعراضا عنكم ويجوز ان يكون مصدرا على خلاف المصدر لانه يقال ضربت عنه اى اعرضت عنه كذا قاله الفراء ان كنتم لان كنتم مدنى وحمزة وهو من الشرط الذى يصدر عن المدل بصحة الامر المتحقق لثبوته كما يقول الاجيران كنت عملت لك فوفنى حقى وهو عالم بذلك قوما مسرفين مفرطين في الجهالة مجاوزين الحد في الضلالة وكم ارسلنا من نبى في الاولين اى كثيرا من الرسل ارسلنا الى من تقدمك وما ياتيهم من نبى الا كانوا به يستهزءون هى حكاية حا ل ماضيه مستمرة اى كانوا على ذلك وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم عن استهزاء قومه فاهلكنا اشد منهم بطشا تمييز والضمير للمسرفين لانه صرف الخطاب عنهم الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبره عنهم ومضى مثل الاولين اى سلف في القران في غير موضع منه ذكر قصتهم وحالهم العجيبة التي حقها ان تسير مسير المثل وهذا وعد لرسول الله صلى الله عليه و سلم ووعيد لهم ولئن سالتهم اى المشركين ن خلق السموات والارض ليقولن خلقهن ا لعزيز العليم الذى جعل لكم الارض مهدا كوفى وغيره مهادا اى موضع قرار وجعل لكم فيها سيلا طرقا لعلكم تهتدون لكى تهتدوا في اسفاركم والذى نز ل من السماء ما بقدر بمقدار


الصفحة التالية
Icon