الزخرف ٢٧ - ٢١
اوقالوا هذا القول استهزاء لاجدا واعتقادا فاكذبهم الله تعالى فيه وجهلهم حيث لم يقولوا عن اعتقاد كما قال مخبرا عنهم انطعم من لو يشاء الله اطعمه وهذا حق في الاصل ولكن لما قالوا ذلك استهزاء كذبهم الله بقوله ان انتم الا في ضلال مبين وكذلك قال الله تعالى قالوا نشهد انك لرسول الله ثم قال والله يشهد ان المنافقين لكاذبون لانهم لم يقولوه عن اعتقاد وجعلوا المشيئة حجة لهم فيما فعلوا باختيارهم وظنوا ان الله لا يعاقبهم على شىء فعلوه بمشيئته وجعلوا وجعلوا انفسهم معذورين في ذلك فرد الله تعالى عليهم ام اتيناهم كتابا من قبله من قبل القران او من قبل قولهم هذا فهم به مستمسكون اخذون عاملون وقيل فيه تقديم وتاخير تقديره اشهدوا خلقهم ام اتيناهم كتابا من قبله فيه ان الملائكة اناث بل قالوا بل لا حجة لهم يتمسكون بها لا من حيث العيان ولا من حيث العقل ولا من حيث السمع الا قولهم انا وجدنا اباءنا على امة على دين فقلدناهم وهى من الام وهو القصد فالامة الطريقة التى تؤم اى تقصد وانا على اثارهم مهتدون الظرف صلة لمهتدون اوهما خبران وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير نبي الا قال مترفوها اى متنعموها وهم الذين اترفتهم النعمة اى ابطرتهم فلا يحبون الا الشهوات والملاهي ويعافون مشاق الدين وتكاليفه انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون وهذا تسلية للنبى صلى الله عليه و سلم وبيان ان تقليد الاباء داء قديم قال شامى وحفص اى النذير قل غيرهما اى قيل للنذير قل اولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه اباءكم اى اتتبعون اباءكم ولو جئتكم بدين اهدى من دين ابائكم قالوا انا بما ارسلتم به كافرون انا ثابتون على دين ابائنا وان جئتنا بما هو اهدى واهدى فانتقمنا منهم فعاقبناهم بما استحقوه على اصرارهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين واذ قال ابراهيم لابيه وقومه اى واذكر اذ قال اننى براء اى برىء وهو مصدر يستوى فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث كما تقول رجل عدل وامراة عدل وقوم عدل والمعنى ذو وذات عدل مما تعبدون الا الذى فطرنى استثناء منقطع كانه قال لكن الذى فطرنى فانه سيهدين يثبتنى على الهداية وجعلها