الزخرف ٣٣ - ٢٨
وجعل ابراهيم عليه السلام كلمة التوحيد التى تكلم بها وهى قوله اننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى كلمة باقية في عقبة في ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ويدعو الى توحيده لعلهم يرجعون لعل من اشرك منهم يرجع بدعاء من وحد منهم والترجى لابراهيم بل متعت هؤلاء واباءهم يعنى اهل مكة وهم من عقب ابراهيم بالمد في العمر النعمة فاعتروا بالمهلة وشغلوا بالتنعم واتباع الشهوات وطاعة الشيطان عن كلمة التوحيد حتى جاءكم الحق القران ورسوله اى محمد عليه السلام مبين واضح الرسالة بما معه من الايات البينة ولما جاءهم الحق القران قالوا هذا سحر وانا به كافرون وقالوا فيه متحكمين بالباطل لولا نزل هذا القران فيه استهانة به على رجل من القريتين عظيم أي رجل عظيم من احدى القريتين كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان أى من أحدهما والقريتان مكة والطائف وعنوا بعظيم مكه الوليد بن المغيرة وبعظيم الطائف عروة بن مسعود الثقفى وأرادوا بالعظيم من كان ذا مال وذا جاه ولم يعوفوا أن العظيم من كان عند الله عظيما اهم يقسمون رحمت ربك أى النبوة الهمزة للانكار المستقل بالتجهيل والتعجيب من تحكمهم في اختيار من يصلح للنبوة نحن قسمنا بينهم معيشتهم ما يعيشون به وهو أرزاقهم في الحيوة الدنيا أي لم نجعل قسمة الا دون اليهم وهو الرزق فكيف النبوة او كما فضلت البعض على البعض في الرزق فكذا اخص بالنبوة من اشاء ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات اى جعلنا البعض أقوياء وأغنياء وموالى والبعض ضعفاء وفقراء وخدماء ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ليصرف بعضهم بعضا في حوائجهم ويستخدموهم في مهنهم ويتسخروهم في أشغالهم حتى يتعايشوا ويصلوا إلى منافعهم هذا بماله وهذا بأعماله ورحمت ربك أي النبوة أو دين الله وما يتبعه من الفوز في المآب خير مما يجمعون مما يجمع هؤلاء من حطام الدنيا ولما قلل أمر الدنيا وصغرها اردفه بما يقرر قلة الدنيا عنده فقال ولولا أن يكون الناس امة واحدة ولولا كراهة أن يجتمعوا على الكفر ويطبقوا عليه لجعلنا لحقارة الدنيا عندنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج