الزخرف ٣٩ - ٣٤
عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا أي لجعلنا للكفار سقوفا ومصاعد وأبوابا وسررا كلها من فضة وجعلنا لهم زخرفا أي زينة من كل شىء والزخرف الذهب والزينة ويجوز أن يكون الأصل سقفا من فضة وزخرف أي بعضها من فضة وبعضها من ذهب فنصب عطفا على محل من فضة لبيوتهم بدل اشتمال من لمن يكفر سقفا على الجنس مكى وأبو عمرو ويزيد والمعارج جمع معرج وهى المصاعد إلى العلالى علها يظهرون على المعارج يظهرون السطوح أى يعلونها واوكل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ان نافية ولما بمعنى الا أى وما كل ذلك الا متاع الحياة الدنيا وقد قرىء به وقرأ لما غير عاصم وحمزة على ان اللام هى الفارقة بين أن المخففة والنافية وما صلة أي وأن كل ذ لك لمتاع الحياة الدنيا والاخرة اى ثواب الاخرة عند ربك للمتقين لمن يتقى الشرك ومن يعش وقرىء ومن يعش والفرق بينهما أنه إذا حصلت الآفة في بصره قيل عشى يعشى واذا نظر العشى ولا آفة به قيل عشا يعشو ومعنى القراءة بالفتح ومن يعم عن تذ كر الرحمن وهو القران كقوله صم بكم عمى ومعنى القراءة بالضم ومن يتعام عن ذكره اى يعرف انه الحق وهو يتجاهل كقوله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم نقيض له شيطانا فهو له قرين قال ابن عباس رضى الله عنهما نسلطه عليه فهو معه في الدنيا والآخرة يحمله على المعاصى وفيه اشارة إلى ان من داوم عليه لم يقرنه الشيطان وانهم أي الشياطين ليصدونهم ليمنعون العاشين عن السبيل عن سبيل الهدى ويحسبون أي العاشون انهم مهتدون وانما جمع ضمير من وضمير الشيطان لأن من مبهم في جنس العاشى وقد فيض له شيطان مبهم في جنسه فجاز أ يرجع الضمير اليهما مجموعا حتى اذا جاءنا على الواحد عراقى غير أبى بكر أي العاشى جاآنا غيرهم اى العاشى وقرينه قال لشيطانا يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين يريد المشرق وامغرب فغلب كما قيل العمران والقمران والمراد بعد المشرق من المغرب والمغرب من المشرق فبئس القرين انت ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم اذ صح ظلمكم أي كفركم وتبين لم يبق لكم ولا لاحد شبهة في أنكم كنتم ظالمين واذ بدل من اليوم انكم في العذاب مشتركون انكم في محل الرفع على الفاعلية أي ولن ينفعكم اشتراككم في العذاب او كونكم مشتركين في العذاب كما كان عموم البلوى يطيب القلب في الدنيا كقول الخنساء


الصفحة التالية
Icon