الزخرف ٤٦ - ٤٠
... ولولا كثرة الباكين حولى على اخوانهم لقتلت نفسي...
... ولا يبكون مثل اخى ولكن اعزى النفس عنه بالتأسى...
اما هؤلاء فلا يؤسيهم اشتراكهم ولا يروجهم لعظم ماهم فيه وقيل الفاعل مضمر اى ولن ينفعكم هذا التمنى او الاعتذار لانكم في العذاب مشتركون لاشتراككم في سببه وهو الكفر ويؤيده قراءه من قرأ بالكسر أفأنت تسمع الصم اى من فقد سمع القبول او تهدى العمى اى من فقد البصر ومن كان في ضلال مبين ومن كان في علم الله انه يموت على الضلال فاما دخلت ما على أن توكيدا للشرط وكذا النون الثقيلة في نذهبن بك أي نتوفينك قبل أن ننصرك عليهم ونشفى صدور المؤمنين منهم فانا منهم منتقمون أشد الانتقام في الآخرة أو ترينك الذى وعدناهم قبل أن نتوفينك يعنى يوم بدر فانا عليهم مقتدرون قادرون وصفهم بشدة الشكيمة في الكفر والضلال بقوله أفأنت تسمع الصم الآية ثم أوعدهم بعذاب الدنيا والآخرة بقوله فاما نذهبن بك الآيتين فاستمسك فتمسك بالذى أوحى إليك وهو القرآن واعمل به إنك على صراط مستقيم اى على الدين الذى لا عوج له وانه وان الذى أوحى إليك لذكر لك لشرف لك ولقومك ولأمتك وسوف تسئلون عنه يوم القيامة وعن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وعن شكركم هذه النعمة واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ليس المراد بسوال الرسل حقيقة السؤال ولكنه مجاز عن النظر في أديانهم والفحص عن مللهم هل جاءت عبادة الأوثان قط فى ملة من ملل الأنبياء وكفاه نظر او فحصا نظره في كتاب الله المعجز المصدق لما بين يديه واخبار الله فيه بأنهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وهذه الآية في نفسها كافية لا حاجة الى غيرها وقيل انه عليه السلام جمع له الأنبياء ليلة الاسراء فأمهم وقيل له سلهم فلم يشكك ولم يسأل وقيل معناه سل أمم من ارسلنا وهم أهل الكتابين أي التوراة والانجيل وإنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء ومعنى هذا السؤال التقرير لعبدة الاوثان انهم على الباطل وسل بلا همزة مكى وعلى رسلنا أبو عمرو ثم سلى رسوله صلى الله عليه و سلم بقوله ولقد ارسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه


الصفحة التالية
Icon