الزخرف ٥١ - ٤٦
فقال إنى رسول رب العالمين ما اجابوه به عند قوله إني رسول رب العالمين محذوف دل عليه قوله فلما جاءهم بآياتنا وهو مطالبتهم إياه باحضار البينة على دعواه وإبراز الآية إذا هم منها يضحكون يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحرا وإذا للمفاجأة وهو جواب فلما لأن فعل المفأجاة معها مقدر وهو عامل النصب في محل إذا كأنه قيل فلما جاءهم بآياتنا فاجؤا وقت ضحكهم وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها قرينتها وصاحبتها التى كانت قبلها في نقض العادة وظاهر النظم يدل على أن اللاحقة أعظم من السابقة وليس كذلك بل المراد بهذا الكلام أنهن موصوفات بالكبر ولا يكدن يتفاوتن فيه وعليه كلام الناس يقال هما أخوان كل واحد منهما اكرم من الآخر واخذناهم بالعذاب وهو ما قال تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات وأرسلنا عليهم الطوفان الآية لعلهم يرجعون عن الكفر الى الايمان وقالوا يا أيه الساحر كانوا يقولون للعالم الماهر ساحر لتعظيمهم على السحر يا ايه الساحر بضم الهاء بلا ألف شامى ووجهه أنها كانت مفتوحة لوقوعها قبل الألف فلما سقطت لالتقاء الساكنين اتبعت حركتها حركة ما قبلها ادع لنا ربك بما عهد عندك بعهده عندكك من ان دعوتك مستجابة او بعهدة عندك وهو النبوة او بما عهد عندك من كشف العذاب عمن اهتدى اننا لمهتدون مؤمنون به فلما كشفنا عنهم العذاب اذاهم ينكثون ينقضون العهد بالايمان ولا يفون به ونادى فرعون نادى بنفسه عظماء القبط أو أمر مناديا فنادى كقولك قطع الأمير اللص اذا أمر بقطعه في قومه جعلهم محلا لندائه وموقعا له قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار أي أنهار النيل ومعظمها أربعة تجرى من تحتى من تحت قصرى وقيل بين يدى في جنائي والواو عاطفة للانهار على ملك مصر وتجرى نصب على الحال منها أو الواو للحال واسم الاشارة مبتدأ والانهار صفة لاسم الاشارة وتجرى خبر للمبتدأ وعن الرشيد انه لما قرأها قال لاولينها اخس عبيدى فولاها الخصيب وكان خادمة على وضوئه وعن عبدالله بن طاهر أنه وليها فخرج اليها فلما شارفها قال أهى القرية التي افتخر بها فرعون حتى قال اليس لى ملك مصر والله لهى أقل عندى من أن ادخلها فثنى عنانه أفلا تبصرون فوتى وضعف موسى


الصفحة التالية
Icon