الزخرف ٥٧ - ٥٢
وغناى وفقره ام انا خير ام منقطعة بمعنى بل والهمزة كانه قال أثبت عندكم واستقر انى انا خير وهذه حالى من هذا الذى هو مهين ضعيف حقير ولا يكاديبين الكلام لما كان به من الرته فلولا فهلا ألقى عليه أسورة حفص ويعقوب وسهل جمع سوار غيرهم أساورة جمع اسورة وأساوير جمع اسوار وهو السوار حذف الياء من اساوير وعوض منها التاء من ذهب اراد بالفاء الأسورة عليه القاء مقاليد الملك اليه لأنهم كانوا اذا ارادوا تسويد الرجل سوروه بسوار وطوقو بطوق من ذهب أوجاء معه الملائكة مقرنين يمشون معه يقترن بعضهم ببعض ليكونوا أعضاده وأنصاره وأعوانه فاستخفف فقومه استفزهم بالقول واستزلهم وعمل فيهم كلامه وقيل طلب منهم الخفة والطاعة وهي الاسراع فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين خارجين عن دين الله فلما اسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين آسف منقول من اسف اسفا اذا اشتد غضبه ومعناه أنهم أفرطوا في المعاصى فاستوجبوا ان يعجل لهم عذابنا وانتقامنا وان لا نحلم عنهم فجعلناهم سلفا جمع سالف كخادم وخدم سلفا حمزة وعلى جمع سليف اى فريق قد سلف ومثلا وحديثا عجيب الشأن سائرا مسير المثل يضرب بهم الامثال ويقال مثلكم مثل قوم فرعون للآخرين لمن يجىء بعدهم ومعناه فجعلناهم قدوة للاخرين من الكفار يقتدون بهم في استحقاق مثل عقابهم ونزوله بهم لاتيانهم بمثل افعالهم ومثلا يحدثون به ولما ضرب ابن مريم مثلا لما قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم على قريش انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم غضبوا فقال ابن الزبعرى يا محمد اخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الامم فقال عليه السلام هو لكم ولالهتكم ولجميع الامم فقال الست تزعم ان عيسى بن مريم نبى وتثنى عليه وعلى امه خيرا وقد علمت ان النصارى يعبدونهما وعزيز يعبد والملائكة يعبدون فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا ان نكون نحن وآلهتنا معهم فرحوا وضحكوا وسكت النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ونزلت هذه الآية والمعنى ولما ضرب ابن الزبعرى عيسى ابن مريم مثلا لآلهتهم وجادل رسول الله صلى الله عليه و سلم بعبادة النصارى إياه إذا قومك قريش منه من هذا المثل يصدون يرتفع لهم جلبة وضجيج فرحا وضحكا بما سمعوا منه اسكات النبى صلى الله عليه و سلم بجدله يصدون مدنى وشامى والأعشى وعلى من الصدود اى من اجل هذا المثل يصدون عن الحق ويعرضون عنه وقيل من الصديد وهو الحلية وانهما لغتان نحو يعكف ويعكف