الزخرف ٦٣ - ٥٨
وقالوا أآلهتنا خير أم هو بعنون أن آلهتنا عندك ليست بخير من عيسى فاذا كان عيسى من حصب النار كان امر الهتنا هينا ماضربوه اى ماضربوا هذا المثل لك الا جدلا الا لأجل الجدل والغلبة في القول لا لطلب الميز بين الحق والباطل بل هم قوم خصمون لدشداد الخصومة دأبهم اللجاج وذلك أن قوله تعالى انكم وما تعبدون لم يرد به إلا الأصنام لان ما لغير العقلاء الا أن ابن الزبعرى بخداعه ما رأى كلام الله محتملا لفظه وجه العموم مع علمه بأن المراد به اصنامهم لا غير وجد للحيلة مساغا فصرف اللفظ الى الشمول والاحاطة بكل معبود غير الله على طريق اللجاج والجدال وحب المغالبة والمكابرة وتوقح في ذلك فتوقر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أجاب عنه ربه ان هو ما عيسى الا عبد كسائر العبيد أنعمنا عليه بالنبوة وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل وصيرناه عبرة عجيبة كالمثل السائر لبنى اسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة ملائكة في الارض اى بدلا منكم كذا قاله الزجاج وقال جامع العلوم لجعلنا بدنكم ومن بمعنى البدل يخلفون يخلفونكم في الأرض او يخلف الملائكة بعضهم بعضا وقيل لو نشاء لقدرتنا على عجائب الأمرو لجعلنا منكم لولدنا منكم يا رجال ملائكة يخلفونكم في الأرض كما يخلفكم اولادكم كما ولدنا عيسى من أنثى من غير فحل لتعرفوا تميزنا بالقدرة الباهرة ولتعلموا ان الملائكة اجسام لا تتولد الا من أجسام والقديم متعال عن ذلك وانه لعلم للساعة وان عيسى مما يعلم به مجىء الساعة وقرا ابن عباس لعلم للساعة وهو العلامة أى وان نزوله علم للساعة فلا تمترن بها فلا تشكن فيها من المرية وهو الشك واتبعون وبالياء فيهما سهل ويعقوب أى واتبعوا هداى وشرعى أو رسو لى أو هو أمر رسول الله ص - أن يقوله هذا صراط مستقيم أى هذا الذى أدعوكم إليه ولا يصدنكم الشيطان عن الايمان بالساعة او عن الاتباع انه لكم عدو مبين ظاهر العداوة اذ أخرج أباكم من الجنة نزع عنه لباس النور ولما جاء عيسى بالبينات بالمعجزات او بآيات الانجيل والشرائع البينات الواضحات قال قد جئتكم بالحكمة أي بالانجيل والشرائع ولا بين لكم بعض الذى تختل فون فيه وهو امر الدين لا امر الدنيا فاتفوا الله واطيعون ان الله هو


الصفحة التالية
Icon