سبحن رب السموت والأرض رب العرش عما يصفون
نفسها فكان المعلق بها محالا مثلها ونظيره قول سعيد بن جبير للحجاج حين قال له والله لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى لو عرفت ان ذلك اليك ما عبدت الها غيرك وقيل ان كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين اى الموحدين لله المكذبين فولكم باضافة الولد اليه وقيل ان كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا اول الآنفين من ان يكون له ولد من عبد يعبد إذا اشتد أنفه فهو عبد وعابد وقرىء العبدين وقيل هى ان النافية أى ما كان للرحمن ولد فأنا أول من قال وعبد ووحد وروى ان النضر قال الملائكة بنات الله فنزلت فقال النضر ألا ترون أنه صدقنى فقال له الوليد ما صدقك ولكن قال ما كان للرحمن ولد فأنا أول الموحدين من اهل مكة ان لا ولد له ولد حمزة وعلى ثم نزه ذاته عن اتخاذ الولد فقال سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون أي هو رب السموات والارض والعرش فلا يكون جسما إذ لو كان جسما لم يقدر على خلقها واذا لم يكن جسما لا يكون له ولد لأن التولد من صفة الاجسام فذرهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم التى يلاقوا يومهم الذى يوعدون أى القيامة وهذا دليل على ان ما يقولونه من باب الجهل والخوض واللعب وهو الذى في السماء إله وفى الارض اله ضمن اسمه تعالى معنى وصف فلذلك علق به الظرف في قوله في السماء وفي الأرض كما نقول هو حاتم في طى وحاتم فى تغلب على تضمين معنى الجواد الذى شهر به كأنك قلت هو جواد فى طى جواد في تغلب وقرىء وهو الذى في السماء الله وفى الارض الله ومثله قوله وهو الله في السموات والارض فكانه ضمن معنى المعبود والراجع الى الموصول محذوف لطول الكلام كفولهم ما انا بالذى قائل لك شيئا والتقدير وهو الذى هو في السماء اله واله يرتفع على أنه خبر مبتدا مضمر ولا يرتفع اله بالابتداء وخبره في السماء لخلو الصلة حينئذ من عائد يعود إلى الموصول وهو الحكيم في اقولاه وافعاله العليم بما كان ويكون وتبارك الذى له ملك السموات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة اى علم قيامها واليه ترجعون يرجعون مكى وحمزة على ولا يملك آلهتهم الذين يدعون أى يدعونهم من دونه من دون الله الشفاعة كما زعمو أنهم شفعاؤهم عند الله الا من شهد بالحق اى ولكن من شهد بالحق بكلمة التوحيد وهم يعلمون أن الله ربهم حقا وعتقدون ذلك هو الذى يملك الشفاعة وهو استثناء منقطع