تلك ءايت الله نتلوها عليك بالحق
على وحمزة وغيرهما بالرفع وهذا من العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان اذا نصبت ان وفى اقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في واختلاف الليل والنهار والنصب في آيات واذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي عملت الواو الرفع في آيات والجر في واختلاف هذا مذهب الأخفش لأنه يجوز العطف على عاملين وأما سيبويه فانه لا يجيزه وتخريج الآية عنده ان يكون على اضمار في والذى حسنه تقديم ذكر في الآيتين قبل هذه الآية ويؤيده قراءة ابن مسعود رضى الله عنه وفي اختلاف الليل والنهار ويجوز ان ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور ومعطوفا على ما قبله او على التكرير توكيد الآيات الاولى كانه قيل آيات آيات ورفعهما باضمار هى والمعنى في تقديم الإيمان على الايقان وتوسيطه وتأخير الآخران المنصفين من العباد اذا نظروا في السموات والارض نظرا صحيحا علموا انها مصنوعة وانه لا بد لها من صانع فآمنوا بالله فإذا نظروا في خلق انفسهم وتقلها من حال الى حال وفي خلق ما ظهر على لارض من صنوف الحيوان ازدادوا إيمانا وايقنوا فاذا نظروا في سائر الحوادث التى تتجدد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الامطار وحياة الارض بها بعد موتها وتصريف الرياح جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا عقلوا واستحكم علمهم وخلص يقينهم تلك اشارة الى الايات المتقدمة اى تلك الآيات آيات الله وقوله تتلوها في محل الحال اى متلوة عليك بالحق والعامل مادل عليه تلك من معنى الاشاة فبأى حديث بعد الله وآياته أى بعد آيات الله كقولهم أعجبنى زيد وكرمه يريدون اعجبنى كرم زيد يؤمنون حجازى وابو عمرو وسهل وحفص بالتاء غيرهم على تقدير قل يا محمد ويل لكل افاك كذاب اثيم متبالغ في اقتراف الآثام يسمع آيات الله في موضع جر صفة تتلى عليه حال من آيات الله ثم بصر يقبل على كفره ويقيم عليه مستكبرا عن الايمان بالآيات والاذعان لما تنطق به من الحق مزدريا لها معجبا بما عنده قيل نزلت في الضر بن الحرث وما كان يشترى من احاديث العجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن والآية عامة في كل من كان مضارا لدين الله وجىء بثم لان الاصرار على الضلالة والاستكبار عن الايمان عند سماع آيات القرآن مستبعد في العقول كأن لم يسمعها كان مخففة والاصل كأنه لم يسمعها والضمير ضمير الشأن ومحلة الجملة النصب على الحال اى يصير مثل غير السامع فبشره بعذاب اليم فأخبره خبرا يظهر اثره على البشرة واذا علم من آياتنا شيئا واذا بلغه شىء من آياتنا وعلم انه منها اتخذها اتخذ الآيات هزوا ولم يقل اتخذه للأشعار بأنه اذا احس بشىء من الكلام انه من جملة الآيات خاض في الاستهزاء


الصفحة التالية
Icon