إن اتبع إلا ما يوحى إلى وما اناإلا نذير مبين
ورأيتها يعنى في منامه ذات نخيل وشجر وما في يفعل يجوز ان تكون موصولة منصوبة وان تكون استفهامية مرفوعة وانما دخل لا في قوله ولا بكم مع ان يفعل مثبت غيره منفى لتناول النفى فيما أدرى ما وما في حيزه إن اتبع إلا ما يوحى إلى وما أنا إلا نذير مبين قل أرأيتم إن كان القرآن من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى اسرائيل هو عبدالله بن سلام عند الجمهور ولهذا قيل اإن هذه الآية مدنية لان اسلام ابن سلام بالمدينة روى انه لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة نظر الى وجهه فعلم انه ليس بوجه كذاب وقال له انى ساتلك عن ثلاث لا يعلمهن الا نبى ما اول اشراط الساعة وما اول طعام يأكله اهل الجنة وما بال الولد ينزع الى ابيه او الى امه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أول اشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق الى المغرب واما اول طعام ياكله اهل الجنة فزيادة كبد حوت واما الولد فاذا سبق ماء الرجل نزعه وان سبق ماء المرأة نزعته فقال اشهد انك رسول الله حقا على مثله الضمير للقرآن اى مثله في المعنى وهو ما في التوراة من المعانى المطابقة لمعانى القرآن من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك ويجوز ان يكون المعنى ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد على نحو ذلك يعنى كونه من عند الله فآمن الشاهد وقد استكبرتم عن الايمان به وجواب الشرط محذوف تقديره ان كان القرآن من عند الله وكفرتم به الستم ظالمين ويدل على هذا المحذوف إن الله لا يهدى القوم الظالمين والواو الاولى عاطفة لكفرتم على فعل الشرط وكذلك الواو الاخيرة عاطفة لاستكبرتم ٢على شهد شاهد واما الواو في وشهد فقد عطفت جملة قولها شهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم على جملة قوله كان من عند الله وكفرتم به والمعنى قل اخبرونى ان اجتمع كون القرآن عن عند الله مع كفركم به واجتمع شهادة أعلم بنى اسرائيل على نزول مثله فإيمانه به مع استكباركم عنه وعن الايمان به الستم اضل الناس واظلمهم وقال الذين كفروا للذين آمنوا اى لأجلهم وهو كلام كفار مكة قالوا ان عامة من يتبع محمدا السقاط يعنون الفقراء مثل عمار وصهيب وابن مسعود لو كان خيرا ما سبقونا اليه لو كان ما جاء به محمد خيرا اما سبقنا اليه هؤلاء و إذا لم يهتدوا به العامل في اذ محذوف لدلالة الكلام عليه تقديره واذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم وقوله فسيقولون هذا افك قديم مسبب عنه وقولهم افك قديم اى كذب متقدم كقولهم أساطير الاولين ومن قبله اى القرآن كتاب موسى اى التوراة وهو مبتدأ ومن قبله ظرف واقع خبر مقدما عليه وهو ناصب إماما على الحال نحو في الدار زيد قائما ومعنى إماما قدوة


الصفحة التالية
Icon