ورحمة وهذا كتب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين
يؤتم به في دين الله وشرائعه كما يؤتم بالامام ورحمة لمن آمن به وعمل بما فيه وهذا القرآن كتاب مصدق لكتاب موسى او لما بين يديه وتقدمه من جميع الكتب لسانا عريبا حال من ضمير الكتاب في مصدق والعامل فيه مصدق او من كتاب لتخصصه بالصفة ويعمل فيه معنى الاشارة وجواز ان يكون مفعولا لمصدق اى يصدق ذا لسان عربي وهو الرسول لينذر اى الكتاب لتنذر حجازى وشامى الذين ظلموا كفروا وبشرى في محل النصب معطوف على محل لينذر لانه مفعول له للمحسنين للمؤمنين المطيعين ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على توحيد الله وشريعة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم فلا خوف عليهم في القيامة ولاهم يحزنون عند الموت أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها حال من اصحاب الجنة والعامل فيه معنى الاشارة الذى دل عليه أولئك جزاء بما كانوا يعملون جزاء مصدر لفعل دل عليه الكلام اى جوزوا جزاء ووصينا الإنسان بوالديه احسانا كوفى اى وصيناه بأن يحسن بوالديه احسانا حسنا غيرهم اى وصيناه بوالديه امرا ذا حسن او بأمر ذى حسن فهو في موضع البدل من قوله بوالديه وهو من بدل الاشتمال حملته أمه كرها ووضعته كرها وبفتح الكافين حجازى وأبو عمرو وهما لغتان في معنى المشقة وانتصابه على الحال اى ذات كره أو على انه صفة للمصدر اىحملا ذاكره وحمله وفصاله ومدة حمله و فطامه ثلاثون شهرا وفيه دليل على ان اقل مدة الحمل ستة اشهر لان مدة الرضاع ا ذا كانت حولين لقوله تعالى حولين كاملين بقيت للحمل ستة أشهر وبه قال ابو يوسف ومحمد رحمهما الله وقال ابو حنيفة رضى الله عنه المراد به الحمل بالأكف وفصله يعقوب والفصل والفصال كالعظم والعظام بناء ومعنى حتى اذا بلغ أشده هو جمع لا واحد له من لفظه وكان سيبويه يقول واحدة شدة وبلوغ الاشد ان يكتهل ويستوفى السن التى فيها قوته وعقله وذلك اذا أناف على الثلاثين وناطح الاربعين وعن قتادة ثلاث وثلاثون سنة ووجهه ان يكون ذلك اول الأشد وغايته الأربعون وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى الهمنى أن اشكر نعمتك التى أنعمت على و على والدى المراد به نعمة التوحيد والاسلام وجمع بين شكرى النعمة عليه وعلى والديه لان النعمة عليهما نعمة عليه وأن أعمل صالحا ترضاه