واصلح لى في ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين
قيل هى الصلوات الخمس وأصلح لى في ذريتى اى اجعل ذريتى موقعا للصلاح ومظنة له انى تبت اليك من كل ذنب وانى من المسلمين من المخلصين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم حمزة وعلى وحفص يتقبل ويتجاوز أحسن غيرهم في اصحاب الجنة هو كقولك أكرمنى الامير في ناس من اصحابه تريد أكرمنى في جملة من أكرم منهم ونظمنى في عدادهم ومحله النصب على الحال على معنى كائنين في اصحاب الجنة ومعدودين فيهم وعد الصدق مصدر مؤكد لأن قوله يتقبل ويتجاوز وعد من الله لهم بالتقبل والتجاوز قيل نزلت في ابى بكر الصديق رضى الله عنه وفى أبيه ابى قحافة وأمه أم الخير وفي أولاده واستجابة دعائه فيهم فانه آمن بالنبى صلى الله عليه و سلم وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ودعا لهما وهو ابن أربعين سنة ولم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والانصار أسلم هو ووالداه وبنوه وبناته غير أبى بكر رضي الله عنه الذى كانوا يوعدون في الدنيا والذى قال لوالديه مبتدأ خبره اولئك الذين حق عليهم القول والمراد بالذى قال الجنس القائل ذلك القول ولذلك وقع الخبر مجموعا وعن الحسن هو في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث وقيل نزلت في عبدالرحمن بن ابى بكر رضى الله عنه قبل اسلامه ويشهد لبطلانه كتاب معاويه الى مروان ليأمر الناس بالبيعة ليزيد فقال عبد الرحمن بن أبى بكر لقد جئتم بها هرقلية أنبايعون لأبنائكم فقال مروان يا ايها الناس هذا الذى قال الله تعالى فيه والذى قال لوالديه أف لكما فسمعت عائشة رضى الله عنها فغضبت وقالت والله ما هو به ولو شئت ان اسميه لسميته ولكن الله تعالى لعن اباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله أى قطعة أف لكما مدنى وحفص أف مكى و شامى أف غيرهم وهو صوت إذا صوت به الانسان علم انه متضجر كما اذا قال حس علم انه متوجع واللام للبيان اى هذا التأفيف لكما خاصة ولأجلكما دون غيركما أتعدانى أن أخرج ان ابعث واخرج من الارض وقد خلت القرون من قبلى ولم يبعث منهم احد وهما ابواه يستغيثان الله يقولان الغياث بالله منك ومن قولك وهو استعظام لقوله ويقولان له ويلك دعاء عليه بالثبور والمراد به الحث والتحريض على الايمان لا حقيقة الهلاك آمن بالله وبالبعث ان وعد الله بالبعث حق صدق فيقول لهما ما هذا القول إلا أساطير الأولين أولئك الذين حق عليهم القول


الصفحة التالية
Icon