ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون
نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم ويونس ليس منهم لقوله ولا تكن كصاحب الحوت وكذا آدم لقوله ولم نجد له عزما او لبيان فيكون اولوا العزم صفة الرسل كلهم ولاتستعجل لهم لكفار قريش بالعذاب اى لا تدع لهم بتعجيله فانه نال بهم لا محالة وان تأخر كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثو الا ساعة من نهار ى انهم يستقصرون حينئذ مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبوها ساعة من نهار بلاغ هذا بلاغ اى هذا الذي وعظتم به كفايه في الموعظة او هذا تبليغ من الرسول فهل يهلك هلاك عذاب والمعنى فلن يهلك بعذاب الله الا القوم الفاسقون اى المشركون الخارجون عن الإتعاظ به والعمل بموجبة قال عليه السلام من قرأ سورة الأحقاف كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا
سورة محمد صلى الله عليه و سلم وقيل سورة القتال مدنية وقيل مكية وهى ثمان وثلاثون اية او تسع وثلاثون اية

بسم الله الرحمن الرحيم

الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اى اعرضوا وامتنعوا عن الدخول في الاسلام او صدوا غيرهم عنه قال الجوهرى صد عنه يصد صدودا اعرض وصده عن الامر صدا منعه وصرفه عنه وهم المطعمون يوم بدر او اهل الكتاب او عام في كل من كفر وصد أضل أعمالهم ابطلها واحبطها وحقيقته جعلها ضالة ضائعة ليس لها من بتقبلها ويثيب عليها كالضالة من الابل واعمالهم ما عملوه في كفرهم من صلة الارحام واطعام الطعام وعمارة المسجد الحرام او ماعملوه من الكيد لرسول الله صلى الله عليه و سلم والصد عن سبيل اله والذين آمنوا وعملوا الصالحات هم ناس من قريش او من الانصار او من اهل الكتاب او عام وآمنوا بما نزل لى محمد وهو القرآن وتخصيص الايمان بالنزل على رسوله من بين ما يجب الايمان به لتعظيم شأنه واكد ذلك بالجملة الاعتراضية وهى قوله وهو الحق من ربهم اى القرآن وقيل ان دين محم هو الحق اذا لا يرد عليه النسخ وهو ناسخ لغيره كفر عنهم سيئاتهم ستر بايماتهم وعملهم الصالح ما كان منهم من الكفر والمعاصى لرجوعهم عنها وتوبتهم وأصلح بالهم اى حالهم وشانهم بالتوفيق في امور الدين وبالتسليط علىالدنيا بما اعطاهم


الصفحة التالية
Icon