وعملوا الصلحت جنت تجرى من تحته الانهر
وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا اياما قلائل ويأكلون غافلين غير متفكرين في العاقبة كما تأكل الأنعام في معالفها ومسارحها غافلة عما هى بصدده من النحر والذبح والنار مثوى لهم منزل ومقام وكأين من قرية اى كم من قرية للتكثير وأراد بالقرية اهلها ولذكل قال اهلكناهم هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك اى وكم من قرية أشد قوة من قومك الذين اخرجوك اى كانوا سبب خروجك أهلكناهم فلا ناصر لهم اى فلم يكن لهم من ينصرهم ويدفع العذاب عنهم أفمن كان على بينةمن ربه اى على حجة من عنده وبرهان وهو القرآن المعجز وسائر المعجزات يعنى رسول الله صلى الله عليه و سلم كمن زين له سوء عمله هم أهل مكة الذين زين لهم الشيطان شركهم وعداوتهم لله ورسوله وقال سوء عمله واتبعوا أهواءهم للحمل على لفظ من ومعناه مثل الجنة صفة الجنة العجيبة الشأن التى وعد المتقون عن الشرك فيها انهار داخل في حكم الصلة كالتكرير لها الا ترى الى صحة فولك التي فيها انهار او حال اى مسقرة فيها انهار من ماء غير آسن غير متغير اللون والريح والطعم يقال اسن الماء اذا تغير طعمه وريحه اسن مكى وأنهار من لبن لم يتغير طعمه كما تتغير ألبان الدنيا الى الحموضة وغيرها وانهار من خمر لذة تأنيث للذيذ وهو لاذيذ للشاربين اى ما هو الا التلذذ الخالص ليس معه ذهاب عقل ولا خمار ولا صداع ولا آفة من آفات الخمر وأنها من عسل مصفى لم يخرج من بطون النحل فيخالطه الشمع وغيره ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم مثل مبتدأ خبره كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما حارا في النهاية فقطع أمعاءهم والتقدير أمثل الجنة كمثل جزاء من هو خالد في النار وهو كلام في صورة الاثبات ومعناه النفى لانطوائه تحت حكم كلام مصدر بحرف الانكار ودخوله في حيزه وهو قوله افمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وفائدة حذف حرف الانكار زيادة تصوير لمكابرة من يسوى بين التمسك بالبينة والتابع لهواه وانه بمنزلة من يثبت التسوية بين الجنة التى تجرى فيها تلك


الصفحة التالية
Icon