السموت والأرض وكان الله عليما حكيما
السموت والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات اى ولله جنود السموات والارض يسلط بعضها على بعض كما يقتضيه علمه وحكمته ومن قضيته ان سكن قلوب المؤمنين بصلح الحديبية ووعدهم ان يفتح لهم وانما قضى ذلك ليعرف المؤمنون نعمة الله فيه ويشكروها فيثيبهم ويعذب الكافرين والمنافقين لما غاظهم من ذلك وكرهوه الظانين بالله ظن السوء وقع السوء عبارة عن رداءة الشىء وفسادة يقال فعل سوء اى مسخوط فاسدوا المراد ظنهم ان الله تعالى لا ينصر الرسول والمؤمنين ولا يرجعهم الى مكة ظافرين فاتحيها عنوة وقهرا عليهم دائرة السوء مكى وابو عمرو اى ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم والسوء الهلاك والدمار وغيرهما دائرة السوء بالفتح أي الدائرة التي يذمونها ويسخطونها السوء والسوء كالكره والكره والضعف والضعف الا ان المفتوح غلب في ان يضاف اليه ما يراد ذمه من كل شىء واما السوء فجاز مجرى الشر الذى هو نقيض الخير وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا جهنم ولله جنود السموات والارض فيدفع كيد من عادى نبيه عليه السلام والمؤمنين بما شاء منها وكان الله عزيزا غالبا فلا يرد بأسه حكيما فيما دبر إنا أرسلناك شاهدا تشهد على امتك يوم القيامة وهذه حال مقدرة ومبشرا للمؤمنين بالجنة ونذيرا للكافرين من النار لتؤمنوا بالله ورسوله والخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولامته وتعزروه وتقووه بالنصر وتوقروه وتعظموه وتسبحوه من التسبيح او من السبحة والضمائر لله عز و جل والمراد بتعزيز الله تعزيز دينه ورسوله ومن فرق الضمائر فجعل الاولين للنبى صلى الله عليه و سلم فقد ابعد ليؤمنوا مكى وابو عمرو والضمير للناس وكذا الثلاثة الاخيرة بالياء عندهما بكرة صلاة الفجر وأصيلا الصلوات الأربع إن الذين يبايعونك اى بيعة الرضوان ولما قال إنما يبايعون الله اكده تأكيدا على طريقة التخييل فقال يد الله فوق أيديهم يريد ان


الصفحة التالية
Icon