فمن نكث فانما ينكث على نفسه
يد رسول الله صلى الله عليه و سلم التى تعلو ايدى المبايعين هى يد الله والله منزه عن الجوارح وعن صفات الاجسام وانما المعنى تقرير ان عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله من غير تفاوت بينهما كفوله من يطع الرسول فقد اطاع الله وانما يبايعون الله خبران فمن نكث نقض العهد ولم يف بالبيعة ٦فأنما ينكث على نفسه فلا يعود ضرر نكثه الا عليه قال جابر بن عبدالله بايعنا رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة على الموت وعلى ان لا نفر فما نكث احد منا البيعة الا جدبن قيس وكان منافقا اختبأ تحت بطن بعيره ولم يسر مع القوم ومن أوفى بما عاهد يقال وفيت بالعهد وأوفيت به ومنه قوله اوفوا بالعقود والموفون بعدهم عليه الله حفص فسيؤتيه وبالنون حجازى وشامى اجرا عظيما الجنة سيقول لك اذا رجعت من الحديبية المخلفون من الاعراب هم الذين خلفوا عن الحديبية وهم اعراب غفار ومزينة وجهينة واسلم واشجع والديل وذلك انه عليه السلام حين اراد السير إلى مكة عام الحديبية معتمرا استنفر من حول المدينة من الاعراب واهل البوادى ليخرجوا معه حذرا من قريش ان يعرضوا له بحرب او يصدوه عن البيت واحرم هو صلى الله عليه و سلم وساق معه الهدى ليعلم انه لا يريد حربا فتثاقل كثير من الاعراب وقالوا يذهب الى قوم غزوه في عقر داره بالمدينة وقتلوا اصحابه فقاتلهم وظنوا انه يهلك فلا ينقلب الى المدينة شغلتنا أموالنا وأهلونا هى جمع اهل اعتلوا بالشغل باهاليهم واموالهم وانه ليس لهم من يقوم باشغالهم فاستغفر لنا ليغفر لنا الله تخلقنا عنك يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في اعتذارهم وان الذى خلفهم ليس ما يقولون وانما هو الشك في الله والنفاق فطلبهم الاستغفار ايضا ليس بصادر عن حقيقة قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئة الله وقضائه ان اراد بكم ضرا ما يضركم من قتل او هزيمة ضرا حمزة وعلى أو أوراد بكم نفعا من غنيمة وظهر بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول والمؤمنون الىأهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم زينه الشيطان وظننتم ظن السوء من علو الكفر وظهور الفساد وكنتم قوما بورا جمع بائر كعائذ وعوذ من بار الشىء هلك وفسد اى وكنتم قوما فاسدين في انفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم او