ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكفرين سعيرا
هالكين عند الله مستحقين لسخطه وعقابه ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين اى لهم فاقيم الظاهر مقام الضمير للايذان بان من لم يجمع بين الايمانين بالله والايمان برسوله فهو كافر ونكر سعيرا لانها نار مخصوصة كما نكر نارا تلظى ولله ملك السموت والأرض يدبره تدبير قادر حكيم يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء يغفر ويعذب بمشيئته وحكمته وحكمته المغفرة للمؤمنين والتعذيب للكافرين وكان الله غفورا رحيما سبقت رحمته غضبه سيقول المخلفون الذين تخلفوا عن الحديبية اذا انطلقتم الى مغانم اى غنائم خيبر لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون ان يبدلوا كلام الله كلم الله حمزة وعلى اى يريدون ان يغيروا موعد الله لاهل الحديبية وذلك انه وعدهم ان يعوضهم من مغانم خيبر اذا قفلوا موادعين لا يصيبون منهم شيئا قل لن تتبعونا الى خيبر وهو اخبار من الله بعد اتباعهم ولا يبدل القول لديه كذلكم قال الله من قبل من قبل انصرافهم الىالمدينة ان غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية دون غيرهم فسيقولون بل تحسدوننا اى لم يامركم الله به بل تحسدوننا ان نشارككم في الغنيمة بل كانوا لا يفقهون من كلام الله إلا قليلا الا شيئا قليلا يعنى مجرد القول والفرق بين الاضرابين ان الاول ان يكون حكم الله ان لا يتبعوهم واثبات الحسد والثاني اضراب عن وصفهم باضافة الحسد الى المؤمنين الى وصفهم بما هو أطم منه وهو الجهل وقلة الفقه ٦قل للمخلفين من الأعراب هم الذين تخلفوا عن الحديبية ستدعون إلى قوم أولى باس شديد يعنى بنى حنيفة قوم مسيلمة واهل الردة الذين حاربهم ابو بكر رضى الله عنه لان مشركى العرب والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم الا الاسلام او السيف وقيل هم فارس وقد دعاهم عمر رضى الله عنه تقاتلونهم أو يسلمون اى يكون احد الامرين اما المقاتلة او الاسلام ومعنى يسلمون على هذا التاويل ينقادون لان فارس مجوس تقبل منهم الجزية وفي الآية دلالة صحة خلاف الشيخين حيث وعدهم الثواب على طاعة الداعى عند عوته بقوله فان تطيعوا من دعاكم الى قتاله يؤتكم الله اجرا حسنا فوجب ان يكون الداعى مفترض الطاعة وإن تتولوا كما توليتم من قبل اى عن الحديبية يعذبكم عذابا اليما في