الصافات ١١ - ٦
رب المشرق والمغرب فإنه أراد به الجهة فالمشرق جهة والمغرب جهة انا زينا السماء الدنيا القربى منكم تأنيث الأدنى بزينة الكواكب حفص وحمزة على البدل من الزينة والمعنى انا زينا السماء الدنيا بالكواكب بزينة الكواكب أبو بكر على البدل من محل بزينة أو على اضمار أعنى أو على أعمال المصدر منونا في المفعول بزينة الكواكب غيرهم بإضافة المصدر إلى الفاعل أى بأن زانتها الكواكب وأصله بزينة الكواكب أو على إضافته إلى المفعول أي بأن زان الله الكواكب وحسنها لأنها إنما زينت السماء لحسنها فى أنفسها وأصله بزينة الكواكب لقراءة أبىبكر وحفظا محمول على المعنى لأن المعنى إنا خلقنا الكواكب زينة للسماء وحفظا من الشياطين كما قال ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين أو الفعل المعلل مقدر كأنه قيل وحفظا من كل شيطان زيناها بالكواكب أو معناه حفظناها حفظا من كل شيطان مارد خارج من الطاعة والضمير فى لا يسمعون لكل شيطان لأنه فى معنى الشياطين يسمعون كوفى غير أبى بكر وأصله يتسمعون والتسمع تطلب السماع يقال تسمع فسمع أو فلم يسمع وينبغى أن يكون كلاما منقطعا مبتدأ اقتصاصا لما عليه حال المسترقة للسمع وأنهم لا يقدرون أن يسمعوا إلى كلام الملائكة أو يتسمعوا وقيل أصله لئلا يسمعوا فحذفت اللام كما حذفت فى جئتك أن تكرمنى فبقى أن لا يسمعوا فحذفت أن وأهدر عملها كما فى قوله ألا أبهذا الزاجرى أحضر الوغى وفيه تعسف يجب صون القرآن عن مثله فإن كل واحد من الحرفين غير مردود على انفراده ولكن اجتماعهما منكر والفرق بين سمعت فلانا يتحدث وسمعت إليه يتحدث وسمعت حديثه وإلى حديثه أن المعدى بنفسه يفيد الإدراك والمعدى بالى يفيد الاصغاء مع الإدراك إلى الملا الأعلى أى الملائكة لأنهم يسكنون السموات والإنس والجن هم الملأ الأسفل لأنهم سكان الأرض ويقذفون يرمون بالشهب من كل جانب من جميع جوانب السماء من أى جهة صعدوا للإسترقاق دحورا مفعول له أى يقذفون للدحور وهو الطرد أو مدحورين على الحال أو لأن القذف والطرد متقاربان فى المعنى فكانه قيل يدحرون أو قذفا ولهم عذاب واصب دائم من الوصوب أى أنهم فى الدنيا مرجومون بالشهب وقد أعد لهم فى الآخرة نوع من العذاب دائم غير منقطع ومن فى إلا من فى محل الرفع بدل الواو فى لا يسمعون أى لا يسمع الشياطين إلا الشيطان الذى خطف الخطفة أى سلب السلبة يعنى أخذ شيئا من كلامهم بسرعة فأتبعه لحقه شهاب أي نجم رجم ثاقب مضىء فاستغنهم فاستخبر كفار مكة أهم أشد خلقا أى أقوى خلقا من قولهم شديد الخلق وفى خلقه شدة أو أصعب خلقا واشقه على معنى الرد