الصافات ٢١ - ١١
لانكارهم البعث وأن من هان عليه خلق هذه الخلائق العظيمة ولم يصعب عليه اختراعها كان خلق البشر عليه أهون أم من خلقنا يريد ماذكر من خلائقه من الملائكة والسموات والأرض وما بينهما وجىء بمن تغليبا للعقلاء على غيرهم ويدل عليه قراءة من قرأ أم من عددنا بالتشديد والتخفيف إنا خلقناهم من طين لازب لاصق أو لازم وقرىء به وهذا شهادة عليهم بالضعف لأن ما يصنع من الطين غير موصوف بالصلابة والقوة أو احتجاج عليهم بأن الطين اللازب الذى خلقوا منه تراب فمن أين استنكروا أن يخلقوا من تراب مثله حيث قالوا أئذا كنا ترابا وهذا المعنى يعضده ما يتلوه من ذكر انكارهم البعث بل عجبت من تكذيبهم إياك يسخرون هم منك ومن تعجبك أو عجبت من انكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث بل عجبت حمزة وعلى أى استعظمت والعجب روعة تعترى الإنسان عند استعظام الشىء فجرد لمعنى الاستعظام فى حقه تعالى لأنه لا يجوز عليه الروعة أو معناه قل يا محمد بل عجبت وإذا ذكروا لا يذكرون ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتعظون به وإذا رأوا آية معجزة كانشقاق القمر ونحوه يستسخرون يستدعى بعضهم بعضا أن يسخر منها أو يبالغون فى السخرية وقالوا إن هذا ماهذا إلا سحر مبين ظاهر أئذا استفهام إنكار متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أى انبعث إذا كنا تراباا وعظاما وآباؤنا معطوف على محل إن واسمها أو على الضمير فى مبعوثون والمعنى أيبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد يعنون أنهم أقدم فبعثهم أبعد وأبطل أو آباؤنا بسكون الواو مدنى وشامى أى أيبعث واحد منا على المبالغة فى الإنكار الأولون الأقدمون قل نعم تبعثون نعم على وهما لغتان وأنتم داخرون صاغرون فإنما هى جواب شرط مقدر تقديره إذا كان كذلك فما هى إلا زجرة واحدة وهى لا ترجع إلى شىء إنما هى مبهمة موضحها خبرها ويجوز فإنما البعثة زجرة واحدة وهى النفخة الثانية والزجرة الصيحة من قولك زجر الراعى الإبل أو الغنم إذا صاح عليهم فإذا هم أحياء بصراء ينظرون إلى سوء أعمالهم أو ينتظرون ما يحل بهم وقالوا يا ويلنا الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة هذا يوم الدين أى اليوم الذي ندان فيه أي تجاري بأعملنا هذا يوم الفصل يوم القضاء والفرق بين فرق الهدى والضلال الذى كنتم به تكذبون ثم يحتمل أن يكون هذا يوم الدين إلى قوله احشروا من كلام الكفرة بعضهم مع بعض وان يكون من كلام الملائكة لهم وأن يكون يا ويلنا هذا يوم الدين من كلام الكفرة وهذا