الصافات ٣٥ - ٢٢
يوم الفصل من كلام الملائكة جوابا لهم احشروا خطاب الله للملائكة الذين ظلموا كفروا وأزواجهم أى وأشباههم وقرناءهم من الشياطين أو نساءهم الكافرات والواو بمعنى مع وقيل للعطف وقرىء بالرفع عطفا على الضمير فى ظلموا وما كانوا يعبدون من دون الله أى الأصنام فاهدوهم دلوهم عن الأصمعى هديته فى الدين هدى وفى الطريق هداية إلى صراط الجحيم طريق النار وقفوهم احبسوهم انهم مسئولون عن أقوالهم وأفعالهم مالكم لا تنصرون أى لا ينصر بعضكم بعضا وهذا توبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعدما كانوا متناصرين فى الدنيا وقيل هو جواب لأبى جهل حيث قال يوم بدر نحن جميع منتصر وهو فى موضع النصب على الحال أى مالكم غير متناصرين بل هم اليوم مستسلمون منقادون أو قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز فكلهم مستسلم غير منتصر وأقبل بعهم على بعض أى التابع على المتبوع يتساءلون يتخاصمون قالوا أى الاتباع للمتبوعين انكم كنتم تأتوننا عن اليمين عن القوة والقهر إذ اليمين موصوفة بالقوة وبها يقع البطش أى أنكم تحملوننا على الضلال وتقسروننا عليه قالوا أى الرؤساء بل لم تكونوا مؤمنين أى بل أبيتم أنتم الايمان وأعرضتم عنه مع تمكنكم منه مختارين له على الكفر غير ملجئين وما كان لنا عليكم من سلطان تسلط نسلبكم به تمكنكم واختياركم بل كنتم قوما طاغين بل كنتم قوما مختارين الطغيان فحق علينا فلزمنا جميعا قول ربنا إنا لذائقون يعني وعيد الله بانا ذائقون لعذابه لا ممحالة لعلمه بحالنا ولو حكى الوعيد كما هو لقال إنكم لذائقون ولكنه عدل به إلى لفظ المتكلم لأنهم متكلمون بذلك عن أنفسهم ونحوه قوله فقد زعمت هوازن قل مالي ولو حكى قولها لقال قل مالك فأغويناكم فدعوناكم إلى الغى انا كنا غاوين فأردنا اغواءكم لتكونوا أمثالنا فانهم فان الاتباع والمتبوعين جميعا يومئذ يوم القيامة فى العذاب مشتركون كما كانوا مشتركين فى الغواية إنا كذلك نفعل بالمجرمين أى بالمشركين انا مثل ذلك الفعل نفعل بكل مجرم إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون إنهم كانوا إذا


الصفحة التالية
Icon