الصافات ٥٠ - ٣٦
سمعوا بكلمة التوحيد استكبروا وأبوا إلا الشرك ويقولون أئنا بهمزتين شامي وكوفي لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون يعنون محمدا عليه السلام بل جاء بالحق رد على المشركين وصدق المرسلين كقوله مصدقا لما بين يديه إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ماكنتم تعملون بلا زيادة إلا عباد الله المخلصين بفتح اللام كوفى ومدنى وكذا ما بعده أى لكن عباد الله على الاستثناء المنقطع اولئك لهم رزق معلوم فواكه فسر الرزق المعلوم بالفواكه وهى كل ما يتلذذ به ولا يتقوت لحفظ الصحة يعنى أن رزقهم كله فواكه لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات لأن أجسادهم محكمة مخلوقة للابد فما يأكلونه للتلذذ ويجوز أن يراد رزق معلوم منعوت بخصائص خلق عليها من طيب طعم ورائحة ولذة وحسن منظر وقيل معلوم الوقت كقوله ولهم رزقهم فيها بكرة وعشية والنفس اليه أسكن وهم مكرمون منعمون فى جنات النعيم يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا وأن يكون خبرا بعد خبر وكذا على سرر متقابلين التقابل أتم للسرور وآنس يطاف عليهم بكاس بغير همز أبو عمرو وحمزة فى الوقف وغيرهما بالهمزة يقال للزجاجة فيها الخمر كأس وتسمى الخمر نفسها كاسا وعن الاخفش كل كأس فى القرآن فهى الخمر وكذا فى تفسير ابن عباس رضى الله عنهما من معين من شراب معين أو من نهر معين وهو الجارى على وجه الأرض الظاهر للعيون وصف بما وصف به الماء لأنه يجرى فى الجنة فى أنهار كما يجرى الماء قال الله تعالى وأنهار من خمر بيضاء صفة للكأس لذة وصفت باللذة كأنها نفس اللذة وعينها أو ذات لذة للشاربين لا فيها غول أى لا تغتال عقولهم كخمور الدنيا وهو من غاله يغوله غولا إذا أهلكه وأفسده ولا هم عنها ينزفون يسكرون من نزف الشارب إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف ومنزوف ينزفون على وحمزة أى لا يسكرون أو لا ينزف شرابهم من أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه وعندهم قاصرات الطرف قصرن أبصارهن على أزواجهن لا يمددن طرفا إلى غيرهم عين جمع عيناء أى نجلاء واسعة العين كأنهن بيض مكنون مصون شبههن ببيض النعام المكنون فى الصفاء وبها تشبه العرب النساء وتسميهن بيضات الخدور وعطف فأقبل بعضهم يعنى أهل الجنة على بعض يتساءلون على يطاف عليهم والمعنى يشربون ويتحادثون على الشراب كعادة الشرب قال