الصافات ٦٤ - ٥١
قائل منهم إنى كان لى قرين... وما بقيت من اللذات إلا... أحاديث الكرام على المدام...
فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم فى الدنيا إلا أنه جىء به ماضيا على ماعرف في اخباره قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك بهمزتين شامي وكوفي لمن المصدقين بيوم الدين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون لمجزيون من الدين وهو الجزاء قال ذلك القائل هل أنتم مطلعون إلى النار لاريكم ذلك القرين قيل ان فىالجنة كوى ينظر أهلها منها إلى أهل النار أو قال الله تعالى لأهل الجنة هل أنتم مطلعون إلى النار فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار فاطلع المسلم فرآه أى قرينه فى سواء الجحيم فى وسطها قال تالله ان كدت لتردين ان مخففة من الثقيلة وهى تدخل على كاد كما تدخل على كان واللام هى الفارقة بينها وبين النافية والارداء الاهلاك وبالياء فى الحالين يعقوب ولولا نعمة ربى وهى العصمة والتوفيق فى الاستمساك بعروة الإسلام لكنت من المحضرين من الذين أحضروا العذاب كما أحضرته أنت وأمثالك أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين الفاء للعطف على محذوف تقديره أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين ولا معذبين والمعنى أن هذه حال المؤمنين وهو أن لا يذوقوا إلا الموتة الأولى بخلاف الكفار فإنهم فيما يتمنون فيه الموت كل ساعة وقيل لحكيم ما شر من الموت قال الذى يتمنى فيه الموت وهذا قول يقوله المؤمن تحدثا بنعمة الله بمسمع من قرينه ليكون توبيخا له وزيادة تعذيب وموتتنا نصب على المصدر والاستثناء متصل تقديره ولا نموت إلا مرة أو منقطع وتقديره لكن الموتة الأولى قد كانت فى الدنيا ثم قال لقرينه تقريعا له ان هذا أى الأمر الذى نحن فيه لهو الفوز العظيم ثم قال الله عزوجل لمثل هذا فليعمل العاملون وقيل هو أيضا من كلامه أذلك خير نزلا تمييز أم شجرة الزقوم أى نعيم الجنة وما فيها من اللذات والطعام والشراب خير نزلا أم شجرة الزقوم خير نزلا والنزل مايقام للنازل بالمكان من الرزق والزقوم شجر مر يكون بتهامة انا جعلناها فتنة للظالمين محنة وعذابا لهم فى الآخرة أو ابتلاء لهم فى الدنيا وذلك أنهم قالوا كيف يكون فى النار شجرة والنار تحرق الشجر فكذبوا انها شجرة تخرج فى أصل الجحيم قيل منبتها فى قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها طلعها


الصفحة التالية
Icon