وإن يروا ءاية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر
وهو المروى في الصحيحين ولا يقال لو انشق لما خفى على اهل الاقطار ولو ظهر عندهم لنقلوه متواترا لان الطباع جبلت على نشر العجائب لانه يجوز ان يحجبه الله عنهم بغيم وان يروا يعنى اهل مكة آية تدل على صدق محمد صلى الله عليه و سلم يعرضوا عن الايمان به ويقولوا سحر مستمر محكم قوى من المرة القوة او دائم مطرد او مار ذاهب يزول ولا يبقى وكذبوا النبى صلى الله عليه و سلم واتبعوا اهواءهم ومازين لهم لاشيطان من دفع الحق بعد ظهوره وكل أمر وعدهم الله مستقر كائن في وقته وقيل كل ما قدر واقع وقيل كل امر من امرهم واقع مستقر اى سيثبت ويستقر عند هرو العقاب والثواب ولقد جاءهم اهل مكة من الانبياء من القرآن المودع انباء القرون الخالية او انباء الآخرة وما وصف من عذا الكفار ما فيه مزدجر ازدجار عن الكفر تقول زجرته وازجرته اى متعته واصله ازتجر ولكن التاء اذا وقعت بعد زاى ساكنة ابدلت دالا لان التاء حرف مهموس والزاى حرف مجهور فابدل من التاء حرف مجهور وهو الدال لتناسبا وهذا فى آخر كتاب سبيويه حكمه بدل من ما او على هو حكمة بالغة نهاية الصواب او بالغة من اله لايهم فما تغنى النذر ما نفى ووالنذر جمع نذير وهم الرسل او المنذر به او النذر مصدر بمعنى الانذار فتول عنهم لعلمك ان الانذا رلا يغنى فيهم نصب يوم يدع الداعى بيخرجون او باضمار اذكر الداعى الى الداعى سهل ويعقوب ومكى فيهما وافق مدنى وابو عمرو في لاوصل ومن اسقط الياء اكتفى بالكسرة عنها وحذف الواو تنكره النفوس لانها لم تعهد بمثلة وهو هول يوم قيامة نكر بالتخفيف مكى خاشعا ابصارهم عراقى غير عاصم وهو حال من الخارجين وهو فعل للابصار وذكر كما تقول يخشع ابصارهم غيرهم خشعا على يخشعن ابصارهم وهى لغة من يقول اكلونى البراغيب ويجوز ان يكون في خشعا ضميرهم وتقع ابصارهم بدلا عنه وخشوع الابصار كناية عن الزلة لان تذلك الزليل وعزة العزيز تظهر ان في عيونهما يخرجون من الاجداث من القبور كأنهم جراد منتشر في كثرتهم وتفرقم في كل جهة والجراد مثل في الكثرة والتمرج يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض جاءوا كالجراد مهطعين إلى الداع مسرعين مادى أعناقهم اليه يقول الكافرون هذا يوم عسر صعب


الصفحة التالية
Icon