أعظم درجة من الذين انفقا من بعد وقاتلا وكلا أي كل واحد من الفريقين وعد الله الحسنى أي المثوبة الحسنى وهي الجنة مع تفاوت الدرجات وكلا مفعول أول لوعد الحسنى مفعول ثان وكل شامي أي وكل وعده الله الحسنى نزلت في أبي بكر رضي لأنه أول من أسلم وأول من انفق في سبيل الله وفيه دليل على فضله وتقدمه والله بما تعملون خبير فيجازيكم على قدر أعمالكم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا بطيب نفسه والمراد الانفاق اضعافا مضاعفة من فضله وله اجر كريم أي وذلك الاجر المضموم اليه الاضعاف كريم في نفسه فيضعفه مكي فيضعفه شامي فيضعفه عاصم وسهل فيضاعفه غيرهم فالنصب على جواب الاستفهام والرفع على فهو يضاعفه او عطف على يقرض يوم ترى المؤمنين والمؤمنات ظرف لقوله وله أجر كريم أو منصوب باضمار اذكر تعظما لذلك اليوم يسعى يمضي نورهم نور التوحيد والطاعات وانما قال بين ايديهم وبأيمانهم لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما ان الاشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم فيجعل النور في الجهتين شعارا لهم وآية لأنهم هم الذين بحسناتهم سعدوا أو بصحائفهم البيض أفلحوا فاذا ذهب بهم إلى الجنة وسروا على الصراط يسعون سعى بسعيهم ذلك النور وتقول لهم الملائكة بشراكم اليوم جنات أي دخول جنات لأن البشارة تقع بالاحداث دون الجثث تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول هو بدل من يوم ترى المنافقون المنافقات للذين آمنوا انظرونا أي انتظرونا لأنه يسرع بهم الى الجنة كالبروق الخاطفة انظر ونا حمزة من النظرة وهي الامهال جعل انثادهم في المضي الى ان يحلقو بهم انظارا لهم نقتبس من نوركم نصب منه وذلك أن يلحقوا بهم فيتسنيروا به قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا طرد لهم وتهكم بهم أي تقول لهم الملائكة اوالمؤمنون ارجعوا الى الموقت حيث اعطينا هذا النور فالتمسوه هنالك فمن ثم يقتبس أو ارجعوا الى الدنيا فالتمسوا بتحصيل سببه وهو الايمان فضرب بينهم بين المؤمنين والمنافقين بسور بحائط حائل بين شق الجنة وشق النار قيل هو الاعراف له لذلك السور باب لأهل الجنة يدخلون منه


الصفحة التالية
Icon