الدرجات قولان أحدهما في الدنيا في المرتبة والشرف والآخر في الآخرة وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا قرأها يا أيها الناس اهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم وعن النبي صلى الله عليه و سلم فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وعنه صلى الله عليه و سلم عبادة العالم يوما واحدا تعدل عابدة العابد أربعين سنة وعنه صلى الله عليه و سلم يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوة والشهادة بشهادة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما خير سليمان عليه السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه وقال صلى الله عليه و سلم أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام يا إبراهيم إني عليم أحب كل عليم وعن بعض الحكماء ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم وأي شيء فات من أدرك العلم وعن الزبيري العلم ذكر فلا يحب إلا ذكورة الرجال والعلوم أنواع فاشرفها أشرفها معلوما يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول إذا أردتم مناجاته فقدموا بين يدي نجواكم صدقة أي قبل نجواكم هي استعارة ممن له يدان كقول عمر رضي الله عنه من أفضل ما أوتيت العرب الشعر يقدمه الرجل أمام حاجته فيستمطر به الكريم ويستنزل به اللئيم يريد قبل حاجته ذلك التقديم خير لكم في دينكم وأطهر لأن الصدقة طهرة فان لم تجدوا ما تتصدقون به فان الله غفور رحيم في ترخيص المناجاة من غير صدقة قيل كان لك عشر ليال ثم نسخ وقيل ما كان إلا ساعة من نهار ثن نسخ وقال علي رضي الله عنه هذه آية من كتاب الله ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم وسألت رسول اله صلى الله عليه و سلم عشر مسائل فأجابني عنها قلت يا رسول الله ما الوفاء قال التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله قلت وما الفساد قال الكفر والشرك بالله قلت وما الحق قال الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت إليك قلت وما الحيلة قال ترك الحيلة قلت وما علي قال طاعة الله وطاعة رسوله قلت وكيف أدعو الله تعالى قال بالصدق واليقين قلت وماذا اسأل الله قال العافية قلت وما أصنع لنجاة نفسي قال كل حلالا وقل صدقا قلت وما السرور قال الجنة قلت وما الراحة قال لقاء الله لما فيه من الإنفاق الذي تكرهونه فإذ لم تفعلوا ما أمرتم به وشق عليكم وتاب الله عليكم أي خفف عنكم وأزال عنكم المؤاخذة بترك تقديم الصدقة على المناجاة كما أزال المؤاخذة بالذنب عن التائب عنه فأقيموا الصلوة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله أي فلا تفرطوا في الصلاة والزكاة وسائر الطاعات والله خبير بما تعملون وهذا وعد ووعيد ألم تر إلى الذين تولوا قوما


الصفحة التالية
Icon