إزالة متحصنهم وأن يتسع لهم مجال الحرب ومعنى تخريبهم لها بأيدي المؤمنين أنهم لما عرضوهم بنكث العهد لذلك وكانوا السبب فيه فكانهم أمروهم به وكلفوهم إياه فاعتبروا يا أولي الأبصار أي فتأملوا فيما نزل بهؤلاء والسبب الذي استحقوا به ذلك فاحذروا أن تفعلوا مثل فعلهم فتعاقبوا بمثل عقوبتهم وهذا دليل على جواز القياس ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء الخروج من الوطن مع الاهل والولد لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة ولهم سواء أجلوا أو قتلوا في الآخرة عذاب النار الذي لا أشد منه ذلك بأنهم أي إنما أصابهم ذلك بسبب أنهم شاقوا الله خالفوه ورسوله ومن يشاق الله ورسوله فان الله شديد العقاب ما قطعتم من لينة هو بيان لما قطعتم ومحل ما نصب بقطعتم كانه قيل أي شيء قطعتم وأنث الضمير الراجع إلى ما في قوله أو تركتموها لانه في معنى اللينة واللينة من الألوان وياؤها عن واو قلبت لكسر ما قبلها وقيل اللينة النخلة الكريمة كانهم اشتقوها من اللين قائمة على اصولها فباذن الله فقطعها وتركها باذن الله وليخزي الفاسقين وليذل اليهود ويغيظهم اذن في قطعها وما أفاء الله على رسوله جعله فيأ له خاصة منهم من بني النضير فما أو جفتم عليه من خيل ولا ركاب فلم يكن ذلك بايجاف خيل أو ركاب منكم على ذلك والركاب الابل والمعنى فما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا ولا تعبتم في القتال عليه وانما مشيتم إليه على أرجالكم لأنه على ميلين من المدينة وكان صلى الله عليه و سلم على حمار فحسب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء يعني أن ما خول الله رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصلوه بالقتال والغلبة ولكن سلطة الله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم فالأمر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء ولا يقسمه قسمة الغنائم التي قوتل عليها واخذت عنة وقهرا فقسمها بين المهاجرين ولم يعط الانصار الا ثلاثة منهم لفقرهم والله على كل شيء قدير ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وانما لم يدخل العاطف على هذه الجملة لانها بيان للأولى فهي منها غير أجنبية عنها بين لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما يصنع بما أفاء الله وأمره ان يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسومة