بفعله أي هذا الاسرار منكم فقد ضل سواء السبيل فقد أخطأ طريق الحق والصواب ان يلقفوكم أن يظفروا بكم ويتمكنوا منكم يكونوا لكم أعداء خالصي العداوة ولا يكونوا لكم أولياء كما انتم ويبسطوا اليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء بالقتل والشتم وودرا لو تكفرون وتمنوا لو ترتدون عن دينكم فاذا موادة أمثالهم خطأ عظيم منكم والماضي وان كان يجري في باب اشرط مجرى المضارع ففيه نكتة كأنه قيل ودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم يعني انهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والدين من قتل الانفس وتمزيق الأعراض وردكم كفارا أسبق المضار عندهم وأولها لعلهم أن الذين أعز عليكم من ارواحكم لأنكم بذالون هادونه والعدو أهم شيء عنده انيقصد اهم شيء عند صاحبه لن تنفعكم أرحامكم قراباتكم ولا أولادكم الذين توالون الكفار من اجلهم وتتقربن اليهم محاماة عليم ثا قال يوم القيامة يفصل بينكم وبين اقاربكم وأولادكم يوم يفر المرء من أخيه الآية فما لكم ترفضون حق الله مراعاة لحتى من يفر منكم غدا يفصل عاصم يفصل حمزة وعلي والقائل هو الله عز و جل يفضل ابن ذكوان غيرهم يفصل والله بما تعملون بصير فيجازيكم على أعمالكم قد كانت لكم أسوة قدوة في التبرئ من الأهل حسنة في إبراهيم أي في اقواله ولهذا استثنى منها إلى قول إبراهيم والذين معه من المؤمنين وقيل كانوا أنبياء إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم جمع برئ كظريف وظرفاء ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة بالافعال والبغضاء بالقلوب أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده فحينئذ نترك عداوتك إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وذلك لموعدة وعدها إياه أي افتدوا به في أقواله ولا تاتسوا به في الاستغفار لأبيه الكافر وما أملك لك من الله من شيء أي من هداية ومغفرة وتوفيق وهذه الجملة لاتليق بالاستثناء ألا ترى إلى قوله قل فمن يملك لكم من الله شيئا ولكن المراد أستثناء جملة قوله لأبيه والقصد إلى موعد الاستغفار له وما بعده تابع له كأنه قال استغفر لك وما في طاقتي إلا الاستغفار