النعم الذي هو الخلق والايجاد عن العدم وكان يجب أن تكونوا بأجمعكم شاكرين فما بالكم تفرقتم أمما فمنكم كافر ومنكم مؤمن وقدم الكفر لأنه الأغلب عليهم والأكثر فيهم وهو رد لقول من يقول بالمنزلة بين المنزلتين وقيل هو الذي خلقكم فمنكم كافر بالخلق وهم الدهرية ومنك مؤمن به خلق السموات والأرض بالحق بالحكمة البالغة وهو أن جعلها مقار المكلفين ليعلموا فيجازيهم وصوركم فأحسن صوركم أي جعلكم أحسن الحيوان كله وأبهاه بدليل أن الانسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب ومن كان دميم مشوه الصور سمج الخلقة فلا سماجة ثم ولكن الحسن على طقبات فلانحطاطها عما فوقها لا تستملح ولكنها غير خارجة عن حد الحسن وقالت الحكماء شيآن لا غاية لهما الجمال والبيان واليه المصير فأحسنوا سرائركم كما أحسن صوركم يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور نبه بعلمه ما في السموات والأرض ثم بعلمه بما يسره العباد ويعلنونه ثم بعلم بذات الصدور نبه بعلمه ما في السموات والأرض ثم بلعمه بما يسره العباد ويعلنونه ثم بعلمه بذات الصدور ان شيئا من الكليات والجزئيات غير خاف عليه فحقه ان يتقي ويحذرولا يجترأ على شيء مما يخالف رضاه وتكرير العلم في معنى تكرير الوعيد وكل ما ذكره بعد قوله فمنك كافر ومنكم مؤمن في معنى الوعيد على الكفر وانكار ان يعصى الخالق ولا تشكر نعمته ألم يأتكم الخطاب لكفار مكة نبأ الذين كفروا من قبل يعني قوم نوح وهود وصالح ولوط فذاقوا وبال أمرهم أي ذاقوا وبال كفرهم بالدنيا ولهم عذاب أليم في العقبى ذلك اشارة إلى ما ذكر من الوبال الذي ذاقوه في الدنيا وما أعدلهم من العذاب في الآخر بأنه بأن الشأن والحديث كانت تأتيهم رسلهم بالبينات بالمعجزات فقالوا أبشر يهدوننا أنكروا الرسالة للبشر ولم ينكروا العبادة للحجر فكفروا بالرسل وتولوا عن الايمان واستغنى الله اطلق ليتناول كل شيء ومن حملته ايمانهم وطاعتهم والله غني عن خلقه حميد على صنعه زعم الذين كفروا أي أهل مكة والزعم ادعاء العلم ويتعدى تعدي العلم أن لن يبعثوا أن مع ما في حيزه قائم مقام المفعولين وتقديره أنهم لن يبعثوا قل بلى هو اثبات لما بعد لن وهو البعث وربي لتبعثن أكد الاخبار باليمين فان قلت ما معنى اليمين على شيء أنكروه قلت هو جائز لأن التهدد به أعظ وقعا في اقلب فكانه قيل


الصفحة التالية
Icon