هي آسيه بنت مزاحم آمنت بموسى فعذبها فرعون بالأوتاد الاربعة إذ قالت وهي تعذب رب ابن لي عندك بيتا في الجنة فكأنها أرادت الدرجة العالية لأنه تعالى منزه عن المكان فعبرت عنها بقولها عندك ونجني من فرعون وعمله أي منعمل فرعون أو من نفس فرعو الخبيثة وخصوصا من عمله وهو الكفر والظلم والتعذيب بغير جزم ونجني من القوم الظالمين من القبط كلهم وفيه دليل على أن الاستعاذة بالله والالتجاء اليه ومسئلة الخلاص عند المحن والنوازل من سير الصالحين ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها من الرجال فنفخنا فنفخ جبريل بأمرنا فيه في الفرج من روحنا المخلوقة لنا وصدقت بكلمات ربها أي بصحفه التي أنزلها على إدريس وغيره وكتبه بصرى وحفص يعني الكتب الأربعة وكانت من القانتين لما كان القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين غلب ذكوره على أناثه ومن للبعيض ويجوز أن يكون لابتداء الغاية على انها ولدت من الفائتين لأنها من أعقاب هرون أخي موسى عليهما السلام ومثل حال المؤمنين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم لا تنقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند الله بحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله مع كونها زوجة أعدى اعداء الله ومريم ابنة عمران وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين مع أن قومها كانوا كفارا وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمى المؤمنين بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه إشارة إلى أن من حقهما أن يكونا في الإخلاص كهاتين المؤمنتين وان لا يتكلا على أنهما زوجا رسول الله صلى الله عليه و سلم
سورة الملك مكية وهي ثلاثون آية وتسمى الوقعية والمنجية لأنها تقي قارئها من عذاب القبر وجاء مرفوعا من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب

بسم الله الرحمن الرحيم

تبارك تعالى وتعاظم عن صفات المخلوقين الذي بيده الملك أي بتصرفه الملك والاستيلاء عل كل موجود وهو مالك الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو على كل شيء من المقدورات أو من الأنعام والانتقام قدير قادر على الكمال الذي خلق الموت خبر مبتدأ


الصفحة التالية
Icon