محذوف أو بدل من الذي قبله والحيوية أي ما يصح بوجوده الاحساس والموت ضده ومعنى خلق الموت والحياة إيجاد ذلك المصحح وإعدامه والمعنى خلق موتكم وحياتكم أيه المكلفون ليبلوكم ليمتحنكم بأمره ونهيه فيما بين الموت الذي يعم الأمير والأسير والحياة التي لا تفي بعليل ولا طبيب فيظهر منكم ما علم أنه يكون منكم فيجازيكم على عملكم لا على علمه بكم أيكم مبتدأ وخبره أحسن عملا أي اخلصه وأصوبه فالخالص أن يكون لوجه الله والصواب أن يكون على السنة والمراد أنه أعطاكم الحياة التي تقدرون بها على العمل وسلط عليمك الموت الذي هو داعيكم إلى اختيار العمل الحسن على القبيح فما وراءه الا البعث والجزاء الذي لا بد منه وقدم الموت على الحياة لأن أقوى الناس داعيا إلى العمل من نصب موته بين عينيه فقدم لأنه فيما يرجع إلى المسوق له الآية أهم ولما قدم الموت الذي هو أثر صفة القهر على الحياة التي هي أثر اللطف قدم صفة القهر على صفة اللطف بقوله وهو العزيز أي الغالب الذي لا يعجزه من اساء العمل الغفور الستور الذي لا ييأس منه أهل الاساءة والزلل الذي خلق سبع سموات طباقا مطابقة بعضها فوق بعض من طابق النعل إذا خصفها طبقا على طبق وهذا وصف بالمصدر او على ذات طباق أو على طوبقت طباقا وقيل جمع طبق كجمل وجمال الخطاب في ما ترى في خلق الرحمن للرسول أو لكل مخاطب من تفاوت تفوت حمزة وعلى ومعنى البناءين واحد كالتعاهد والتعهد أي من اختلاف واضطراب وعن السدي من عيب وحقيقة التفاوت عدم التناسب كأن بعض الشيء يفوت بعضا ولا يلائمه وهذه الجملة صفة لطباقا واصلها ما ترى فيهن من تفاوت وهو انه خلق الرحمن وانه بباهر قدرته هو الذي يخلق مثل ذلك الخلق المتناسب فارجه البصر رده إلى السماء حتى يصح عندك ما اخبرت به بالمعاينة فلا تبقى معك شبهة فيه هل ترى من فطور صدوع وشقوق جمع فطر وهو الشق ثم ارجع البصر كرتين كرر النظر مرتين أي كرتين مع الأولى وقيل سوى الأولى فتكون ثلاث مرات وقيل لم يرد الاقتصار على مرتين بل أراد به التكرير بكثرة أي كرر نظرك ودققه هل ترى خلا أو عيبا وجواب الأمر ينقلب يرجع اليك البصر خاسئا ذليلا أو بعيدا مما تريد وهو حال من البصر وهو حسير كايل معي ولم ير فيها خللا ولقد زينا السماء الدنيا القربى أي السماء الدنيا منكم بمصابيح بكواكب مضيئة كاضاءة الصبح والمصابيح السرج فسميت بها الكواكب الناس يزينون مساجدهم ودورهم


الصفحة التالية
Icon