بايقاد المصابيح ولقد زينا سقف الدار التي اجتمعتم فيها بمصابيح أي باي مصابيح لا توازيها مصابيحكم إضاءة وجعلناها رجوما للشياطين أي لأعدائكم الذين يخرجونكم من النور إلى الظلمات قال قتادة خلق الله النجوم لثلاث زينة الساء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف مالا علم له به والرجوم جمع رجم وهو مصدر سمي به ما يرجم به ومعنى كونها رجوما للشياطين أن ينفصل عنها شهاب قيس يؤخذ من نار فيقتل الجني أو يخبله لأن الكواكب لا تزول عن أماكنها لأنها قارة في الفلك على حالها واعتدنالهم للشياطين عذاب السعير في الآخرة بعد الاحراق بالشهب في الدنيا وللذين كفروا بربهم ولكل من كفر بالله من الشياطين وغيرهم عذاب جهنم ليس الشياطين المرجومون مخصوصين بذلك وبئس المصير المرجع جهنم إذا ألقوا فيها طرحوا في جنهم كما يطرح الحطب في النار العظيمة سمعوا لها لجهنم شهبقا صوتا منكرا كصوت الحمير شبه حسيسها المنكر الفظيع بالشهيق وهي تفور تغلي بهم غليان المرجل بما فيه تكاد تميز أي تتميز يعني تتقطع وتتفرق من الغيظ على الكفار فجعلت كالمغتاظة عليهم استعارة لشدة غليانها بهم كلما القي فوج جماعة من الكفار سألهم خزنتها مالك واعوانه من الزبانية توبيخا لهم ألم يأتكم نذير رسول يخوفكم من هذا العذاب قالوا بلى قد جاءنا نذير اعتراف منهم بعدل الله واقرارا بأنه تعالى أزاح عللهم ببعث الرسل وانذارهم ما وقعوا فيه فكذبنا أي فكذبناهم وقلنا ما نزل الله من شيء مما تقولون من وعد ووعيد وغير ذلك ان انتم إلا في ضلال كبير أي قال الكفار للمنذرين ما أنتم إلا في خطأ عظيم فالنذير بمعنى الإنذار ثم وصف به منذروهم لغلوهم في الانذار كانهم ليسوا إلا انذارا وجاز أن يكون هذا كلام الخزنة للكفار على إرادة القول ومرادهم بالضلال بالهلاك أو سموا جزاء الضلال باسمه كما سمي جزاء السيئة والاعتداء سيئة واعتداء ويسمى المشاكلة في علم البيان أو كلام الرسل لهم حكوه للخزنة أي قالوا لنا هذا فلم نقبله وقالوا لو كنا نسمع الانذار سماع طالب الحق أو نعقل أي نعقله عقل متأمل ما كنا في اصحاب السعير في جملة أهل النار وفيه دليل على أن مدار التكليف على أدلة السمع والعقل وانهما حجتان ملزمتان فاعتروفوا بذنبهم بكفرهم في تكذيبهم الرسل فسحقا لاصحاب


الصفحة التالية
Icon