السعير وبضم الحاء يزيد وعلى فبعدا لهم عن رحمة الله وكرامته اعترفوا أو جحدوا فإن ذلك لا ينفعهم وانتصابه على أنه مصدر وقع موقع الدعاء إن الذين يخشون ربهم بالغيب قبل معاينة العذاب لهم مغفرة للذنوب وأجر كبير أي الجنة وأسروا قولكم أو اجهروا به ظاهره الامر بأحد الأمرين الاسرار والإجهار ومعناه وليستو عندكم أسراركم واجهاركم في علم الله بهما روى أن مشركي مكة كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه و سلم فيخبره جبريل مما قالوه فيه ونالوه منه فقالوا فيما بينهم أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد فنزلت ثم عللت بقوله إنه عليم بذات الصدور أي بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها فكيف لا يعلم ما تكلم به الا يعلم من خلق من في موضع رفع بأنه فاعل يعلم وهو اللطيف الخبير انكر أن لا يحيط علما بالمضمر والمسر والمجهر من خلقها وصفته أنه اللطيف أي العالم بدقائق الاشياء الخبير العالم بحقائق الأشياء وفيه اثبات خلق الأقوال فيكون دليلا على خلق أفعال العباد وقال أبو بكر بن الأصم وجعفر بن حرب من مفعول والفاعل مضمر وهو الله تعالى فاحتالا بهذا لنفي خلق الأفعال وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولا لينة سهلة مذللة لا تمنع المشي فيها فامشوا في مناكبها جوابها استدلالا استرزاقا أو جبالها او طرقها وكلوا من رزقه أي من رزق الله فيها وإليه النشور أي وإليه نشوركم فهو سائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم أأمنتم من في السماء أي من ملكوته في السماء لأنها مسكن ملائكته ومنها تنزل قضايا وكتبه وأوامره ونواهيه فكانه قال أأمنتم خالق السماء وملكه أو لأنهم كانوا يعتقدون التشبيه وانه في السماء وان الرحمة والعذاب ينزلان منه فقيل لهم على حسب اعتقادهم أامنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعال عن المكان أن يخسف بكم الأرض كما خسف بقارون فإذا هي تمور تضطرب وتتحرك أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا حجارة أن يرسل بدل من بدل الاشتمال وكذا أن يخسف فستعلمون كيف نذير أي إذا رأيتم المنذر ربه علمتم كيف انذاري حين لا ينفعكم العلم ولقد كذب الذين من قبلهم من قبل قومك فكيف كان نكير أي انكاري عليهم إذا أهلكتهم ثم نبه على قدرته علىالخسف وإرسال الحاصب بقوله أو لم يروا إلى


الصفحة التالية
Icon