إلى السجود لا نكليفا ولكن توبيخا على تركهم السجود في الدنيا فلا يستطيعون ذلك لأن ظهورهم تصير كصيا البقر لا تنثني عند الخفض والرفع خاشعة ذليلة حال من الضمير في يدعون ابصارهم أي يدعون في حال خشوع ابصارهم ترهقهم ذلة يغشاهم صغار وقد كانوا يدعون على السن الرسل إلى السجود في الدنيا وهم سالمون أي وهم اصحاء فلا يسجدون فلذلك منعوا عن السجود ثم فذرني يقال ذرني وإياه أي كله إلى فإني أكفيكه ومن يكذب معطوف على المفعول أو مفعول معه بهذا الحديث بالقرآن والمراد كل أمره إلي وخل بيني وبينه فإني عالم بما ينبغي أن يفعل به مطيق له فلا تشغل قلبك بشأنه وتوكل علي في الانتقام منه تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم وتهديد المكذبين سنستدرجهم سندنيهم من العذاب درجة درجة يقال استدرجه إلى كذا أي استنزله إليه درجة درجة حتى يورط فيه واستدراج الله تعالى العصاة أن يرزقهم الصحة والنعمة فيجعلون رزق الله ذريعة إلى ازدياد المعاصي من حيث لا يعلمون من الجهة التي لا يعشرون انه استدراج قيل كما جددوا معصية جددنا لهم نعمة وأنسيناهم شكرها قال عليه السلام إذا رأيت الله تعالى ينعم على عبد وهو مقيم على معصيته فاعلم أنه مستدرج وتلا الآية وأملى لهم وأمهلهم إن كيدي متين قوي شديد فسمي إحسانه وتمكينه كيدا كما سماه استدراجا لكونه في صورة الكيد حيث كان سببا للهلاك والاصل أن معنى الكيد والمكر والاستدراج هو الأخذ من جهة الأمن ولا يجوز أن يسمى الله كائدا وماكرا ومستدرجا أم تسالهم على تبليغ الرسالة أجرا فهم من مغرم غرامة مثقلون فلا يؤمنون استفهام بمعنى النفي أي لست تطلب اجرا على تبليغ الوحي فيثقل عليهم ذلك فيمتنعوا لذلك أم عندهم الغيب أي اللوح المحفوظ عند الجمهور فهم يكتبون منه ما يحكمون به فاصبر لحكم ربك وهو امهالهم وتأخير نصرتك علهيم لأنهم وإن امهلوا لم يهملوا ولا نسكن كصاحب الحوت كيونس عليه السلام في العجلة والغضب على القوم حتى لا تبتلى ببلائه والوقف على الحوت لأن إذ ليس بظرف لما تقدمه إذ النداء طاعة فلا ينهى عنه بل مفعول محذوف أي اذكر أذ نادى دعا ربه في بطن الحوت بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو مكظوم مملوء غيظا من كظم السقاء إذا ملأه لولا أن تداركه نعمة رحمة من ربه أي