فى الايام الخالية الماضية من أيام الدنيا وعن ابن عباس هى فى الصائمين أى كلوا واشربوا بدل ما امسكتم عن الآكل والشرب لوجه الله واما من اوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه لما يرى فيها من الفضائح ولم أدر ما حسابيه أى يا ليتنى لم أعلم ما حسابى يا ليتها يا ليت الموتة التى متها كانت القاضية أى القاطعة لامرى فلم أبعث بعدها وام ألق ما ألقى وما أغنى عنى ماليه أى لم ينفعنى ما جمعته فى الدنيا فما نفعى والمفعول محذوف اى شيئا هلك عنى سلطانيه ملكى وتسلطى على الناس وبقيت فقيرا ذليلا وعن ابن عباس رضى الله عنهما ضلت عنى حجتى أى بطلت حجتى التى كنت احتج بها فى الدنيا فيقول الله تعالى لخزنة جهنم خذوه فغلوه أى اجمعوا يديه إلى عنقه ثم الجحيم صلوه أى ادخلوه يعنى لا ثم تصلوه إلا الجحيم وهى النار العظمى أو نصب الجحيم بفعل يفسره صلوه ثم فى سلسلة ذرعها طولها سبعون ذراعا بذراع الملك عن ابن جريج وقيل لا يعرف قدرها إلا الله فاسلكوه فادخلوه والمعنى فى تقديم السلسلة على السلك مثله فى تقديم الجحيم على النصليه إنه تعليل كانه قيل ماله يعذب ٢هذا العذاب الشديد فأجيب بأنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين على بذل طعام المسكين وفيه إشارة إلى أنه كان لا يؤمن بالبعث لآن الناس لا يطلبون من المساكين الجزاء فيما يطعمونهم وإنما يطعمونهم لوجه الله ورجاء الثواب فى الآخرة فإذا لم يؤمن بالبعث لم يكن له ما يحمله على اطعامهم أى أنه مع كفره لا يحرص غيره على إطعام المحتاجين وفيه دليل قوى على عظم جرم حرمان المسكين لآنه عطفه على الكفر وجعله دليلا عليه وقرينة له لآنه ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض إذا كان بهذه المنزلة فتارك الفعل أحق وعن أبى الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لآجل المساكين ويقول خلعنا نصف السلسلة بالايمان فنخلع نصفها بهذا وهذه الآيات ناطقه على ان المؤمنين يرحمون جميعا والكافرين لا يرحمون لآنه قسم الخلق نصفين فجعل صنفا منهم أهل اليمين ووصفهم بالايمان فحسب بقوله انى ظننت أنى ملاق حسابيه وصنفا منهم أهل الشمال ووصفهم بالكفر بقوله انه كان لا يؤمن بالله العظيم وجاز أن الذى يعاقب من المؤمنين إنما يعاقب قبل أن يؤتى كتابه بيمينه فليس له اليوم ههنا حميم قريب يرفع عنه ويحترق له قلبه ولا طعام إلا من غسلين غسالة أهل النار فعلين