الصافات ١٤٧ - ١٣٦
الآخرين وانكم يا أهل مكة لتمرون عليهم مصبحين داخلين فى الصباح وبالليل والوقف عليه مطلق أفلا تعقلون يعنى تمرون على منازلهم فى متاجركم إلى الشام ليلا ونهارا فما فيكم عقول تعتبرون بها وإنما لم يختم قصة لوط ويونس بالسلام كما ختم قصة من قبلهما لأن الله تعالى قد سلم على جميع المرسلين فى آخر السورة فاكتفى بذلك عن ذكر كل واحد منفردا بالسلام وان يونس لمن المرسلين إذ أبق الاباق الهرب إلى حيث لا يهتدى إليه الطلب فسمى هربه من قومه بغير إذن ربه اباقا مجازا إلى الفلك المشحون المملوء وكان يونس عليه السلام وعد قومه العذاب فلما تأخر العذاب عنهم خرج كالمستور منهم فقصد البحر وركب السفينة فوقفت فقالوا ههنا عبد آبق من سيده وفيما يزعم البحارون أن السفينة إذا كان فيها آبق لم تجر فاقترعوا فخرجت القرعة على يونس فقال أنا الآبق وزج بنفسه فى الماء فذلك قوله فساهم فقارعهم مرة أو ثلاثا بالسهام والمساهمة إلقاء السهام على جهة القرعة فكان من المدحضين المغلوبين بالقرعة فالتقمه الحوت فابتلعه وهو مليم داخل فى الملامة فلولا أنه كان من المسبحين من الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح أو من القائلين لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين أو من المصلين قبل ذلك وعن ابن عباس رضى الله عنهما كل تسبيح فى القرآن فهو صلاة ويقال أن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون الظاهر لبثه حيا إلى يوم البعث وعن قتادة لكان بطن الحوت له قبرا إلى يوم القيامة ود لبث فى بطنه ثلاثة أيام أو سبعة أو أربعين يوما وعن الشعبى التقمه ضحوة ولفظه عشية فنبذناه بالعراء فألقيناه بالمكان الخالى الذى لا شجر فيه ولا نبات وهو سقيم عليل مما ناله من التقام الحوت وروى أنه عاد بدنه كبدن الصبى حين يولد وأنبتنا عليه شجرة أى أنبتناها فوقه مظلة له كما يطنب البيت على الإنسان من يقطين الجمهور على أنه القرع وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده وأنه أسرع الاشجار نباتا وامتدادا وارتفاعا وقيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتحب القرع قال أجل هى شجرة أخى يونس وأرسلناه إلى مائة الف المراد به القوم الذين بعث إليهم قبل الالتقام فتكون قد مضمرة أو يزيدون فى مرأى الناظر أى إذا رآها الرائى قال هى مائة ألف أو أكثر وقال الزجاج قال غير واحد معناه بل يزيدون قال ذلك الفراء وأبو عبيدة ونقل عن ابن عباس كذلك فآمنوا به وبما أرسل به فمتعناهم