لأنها مقدرة معلومة أو صدقة يوظفها الرجل على نفسه يؤديها في أوقات معلومة للسائل الذي يسأل والمحروم الذي يتعفف عن السؤال فيحسب غنيا فيحرم والذين يصدقون بيوم الدين أي يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة والذين هم من عذاب ربهم مشفقون خائفون واعترض بقوله ان عذاب ربهم غير مأمون بالهمز سوى أبي عمرو أي لا ينبغي لأحد وإن بالغ في الاجتهاد والطاعة أن يأمنه وينبغي أن يكون مترجحا بين الخوف والرجاء والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم نسائهم أو ما ملكت أيمانهم أي اماءهم فانهم غير ملومين علىترك الحفظ فمن ابتغى طلب منكحا وراء ذلك أي غير الزوجات والمملوكات فأولئك هم العادوون المتجاوزون عن الحلال إلى الحرام وهذه الآية تدل على حرمة المتعة ووطء الذكران والبهائم والاستمناء بالكف والذين هم لأماناتهم لأمانتهم مكي وهي تتناول أمانات الشرع وأمانات العباد وعهدهم أي عهودهم ويدخل فيها عهود الخلق والنذور والايمان راعون حافظون غير خائنين ولا ناقضين وقيل الامانات ما تدل عليه العقول والعهد ما أتى به الرسول والذين هم بشهادتهم سهل وبالألف حفص ويعقوب قائمون يقيمونها عند الحكام بلاميل إلى قريب وشريف وترجيح للقوى على الضعيف إظهار للصلابة في الدين ورغبة في إحياء حقوق المسلمين والذين عم على صلاتهم يحافظون كرر ذكر الصلاة لبيان أنها أهم أو لأن احداهما للفرائض والاخرى للنوافل وقيل الدوام عليها الاستكثار منها والمحافظة عليها أن لا تضيع عن مواقيتها والدوام عليها أداؤها في أوقاتها والمحافظة عليها حفظ أركانها وواجباتها وسننها وآدابها أولئك أصحاب هذه الصفات في جنات مكرمون هما خبران مهطعين مسرعين حال من الذين كفروا عن اليمين وعن الشمال عن يمين النبي ص - وعن شماله عزين حال أي فرقا شتى جمع عزة وأصلها عزوة كان كل فرقة تعتزى إلى غير من تعتزي اليه الاخرى فهم مفترقون كان المشركون يحتفون حول النبي صلى الله عليه و سلم حلقا حلقا وفرقا فرقا يستمعون ويستهزءون بكلامه ويقولون ان دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم فنزلت أيطمع


الصفحة التالية
Icon