في ضوء السراج ما يحتاجون إلى أبصاره وضوء الشمس أقوى من نور القمر واجمعوا علىأن الشمس في السماء الرابعة والله أنبتكم من الأرض أنشاكم استعير الانبات للانشاء نباتا فنبتم نباتا ثم يعيدكم فيها بعد الموت ويخرجكم يوم القيامة إخراجا أكده بالمصدر أي أي إخراج والله جعل لكم الارض بساطا مبسوطة لتسلكوا منها لتتقلبوا عليها كما يتقلب الرجل على بساطه سبلا طرقا فجاجا واسعة أو مختلفة قال نوح رب انهم عصوني فيما أمرتهم به من الايمان والاستغفار واتبعوا أي السفلة والفقراء ومن لم يزده ماله وولده أي الرؤساء وأصحاب الأموال والأولاد وولده مكي وعراقي غير عاصم وهو جمع ولد كأسد وأسد إلا خسارا في الآخرة ومكروا معطوف على لم يزده وجمع الضمير وهو راجع إلى من لأنه في معنى الجمع والماكرون هم الرؤساء ومكرهم احتيالهم في الدين وكيدهم لنوح وتحريش الناس على أذاه وصدهم عن الميل إليه مكرا اكبارا عظيما وهو أكبر من الكبار وقرئ به وهو أكبر من الكبير وقالوا أي الرؤساء لسفلتهم لا تذرون آلهتكم على العموم أي عبادتها ولا تذرن ودا بفتح الواو وضمها وهو قراءة نافع لغتان صنم على صورة رجل ولا سواعا هو على صورة امرأة ولا يغوث هو على صورة أسد ويعوق هو على صورة فرس وهما لا ينصرفان للعريف ووزن الفعل ان كانا عربيين وللتعريف والعجمة انا كان أعجمين ونسرا هو على صورة نسر أي هذه الأصنام الخمسةعلى الخصوص وكأنها كانت أكبر أصنامهم وأعظمها عندهم فخصوها بعد العموم وقد انتقلت هذه الاصنام عن قوم نوح إلى العرب فكان ود لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمذحج ويعوق لمراد ونسر لحمير وقيل هي أسماء رجال صالحين كان الناس يقتدون بهم بين آدم ونوح فلما ماتوا صوروهم ليكون ذلك أدعى لهم إلى العبادة فلما طال الزمان قال لهم ابليس انهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم وقد أضلوا أي الاصنام كقوله انهن أضللن كثيرا من الناس أو الرؤساء ولا تزد الظالمين عطف على رب انهم عصوني على حكاية كلام نوح عليه السلام بعد قال وبعد الواو النائبة عنه ومعناه قال رب انهم عصوني وقال لا تزد الظالمين أي قال هذين القولين وهما في محل النصب لأنهما مفعولا قال الا ضلالا هلا كا كقوله ولا تزد الظالمين الا تبارا مما خطيئتهم خطاياهم أبو عمرو أي ذنوبهم اغرقوا بالطوفان