فادخلوا نارا عظيمة وتقديم مما خطيئاتهم لبيان أن لم يكن اغراقهم بالطوفان وادخالهم في النيران الا من اجل خطيئاتهم وأكد هذا المعنى بزيادة ما وكفى بها مزجة لمرتكب الخطايا فإن كفر قوم نوح كان واحدة من خطيئاتهم وان كانت كبراهين والفاؤ في فادخلوا للايذان بأنهم عذبوا بالاحراق غقيب الاغراق فيكون دليلا على إثبات عذاب القبر فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ينصرونهم ويمنعونهم من عذاب الله وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا أي أحدا يدور في الأرض وهو فيعال من الدور وهو من الأسماء المستعملة في النفي العام إنك ان تذرهم ولا تهلكهم يضلوا عبادك يدعوهم إلى الضلال ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا إلا من إذا بلغ فجر وكفر وكانا مسلمين واسم ابيه لمك واسم امه شمخاء وقيل هما آدم وحواء وقرئ ولوالدي يريد ساما وحاما ولمن دخل بيتي منزلي أو مسجدي أو سفينتي مؤمنا لأنه علم أن من دخل بيته مؤمنا لا يعود إلى الكفر وللمؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة خص أولا من يتصل به لانهم أولى وأحق بدعائه ثم عم المؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين أي الكافرين الا تبارا هلاكا فأهلكوا قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما دعا نوح عليه السلام بدعوتين إحداهما للمؤمنين بالمغفرة وأخرى على الكافرين بالتبار وقد اجيبت دعوته في حق الكفار بالتبار فاستحال أن لا تستجاب دعوته في حق المؤمنين واختلف في صبيائهم حين أغرقوا فقيل أعقم الله أرحام نسائهم قبل الطوفان بأربعين سنة فلم يكن معهم صبي حين أغرقوا وقيل علم الله براءتهم فأهلكوا بغير عذاب والله أعلم
سورة الجن مكية وهي ثمان وعشرون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

قل يا محمد لأمتك أوحى إلى أنه أي الأمر والشأن أجمعوا على فتح أنه لأنه فاعل أوحى وأن لو ستقاموا وان المساجد للعطف على أنه استمع فان مخففة من الثقيلة وان قد أبلغوا لتعدي يعلم


الصفحة التالية
Icon