واستماع كلام اهلها واللمس المس فاستعير للطلب لأن الماس طالب متعرف فوجدناها ملئت حرسا شديدا جمعا أقوياء من الملائكة يحرسون جمع حارس ونصب على التمييز وقيل الحرس أسم مفرد في معنى الحراس كالخدم في معنى الخدام ولذا وصف بشديد ولو نظر إلى معناه لقيل شداد وشهبا جمع شهاب أي كواكب مضيئة وأنا كنا نقعد منها من السماء قبل هذا مقاعد للسمع لاستمع أخبار السماء يعني كنا نجد بعض السماء خالية من الحرس والشهب قبل المبعث فمن يستمع يرد الاستماع الآن بعد المبعث يجدله لنفسه شهابا رصدا صفة لشهابا بمعنى الراصد ان يجد شهابا راصدا له ولاجله أو هو اسم جمع للراصد على معنى ذوي شهاب راصدين بالرجم وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب ويمنعونهم من الاستماع والجمهور على أن ذلك لم يكن قبل مبعث محمد صلى الله عليه و سلم وقيل كان الرجم في الجاهلية ولكن الشياطين كانت تسترق السمع في بعض الأوقات فمنعوا من الاستراق أصلا بعد مبعث النبي صلى الله عليه و سلم وأنا لا ندري أشر عذاب اريد بمن في الأرض بعدم استراق السمع أم أراد بهم ربهم رشدا خيرا ورحمة وأنا منا الصالحون الابرار المتقون ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف وهم المقتصدون في الصلاح غير الكاملين فيه أو أرادوا غير الصالحين كنا طرائق قددا بيان للقسمة المذكورة أي كنا ذوي مذاهب متفرقة أو أديان مختلفة والقدد حمع قدة وهي القطعة من قددت السير أي قطعته وأنا ظننا أيقنا أن لن نعجز الله لن نفوته في الأرض حال أي لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها ولن نعجزه هربا مصدر في موضع الحال أي ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء وهذه صفة الجن وما هم عليه من أحوالهم وعقائدهم وأنا لما سمعنا الهدى القرآن آمنا به بالقرآن وبالله فمن يؤمن بربه فلا يخاف فهو لا يخاف مبتدأ وخبر بخسا نقصا من ثوابه ولا رهقا أي ولا ترهقه ذلة من قوله وترهقهم ذل وقوله ولا يرهق وجوههم قتر ولا دلة وفيه دليل على أن العمل ليس من الايمان وأنا منا لمسلمون المؤمنون ومنا القاسطون الكافرون الجائزون عن طريق الحق قسط جار واقسط عدل فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا طلبوا هدى التحري طلب الاحرى أي الأولى وأما القاسطون فكانوا في علم الله لجهنم خطبا وقودا وفيه دليل


الصفحة التالية
Icon