أن هذه الكلمة لما خطرت بباله نطق بها من غير تلبث ان هذا إلا قول البشر ولم يدكر العاطف بين هاتين الجملتين لأن الثانية جرت مجرى التوكيد للأولى سأصليه سأدخله بدل من سأرهقه سعودا سقر علم لجنهم ولم ينصرف للتعريف والتأنيث وما أدراك ما سقر تهويل لشأنها لاتبقي أي هي لا تبقي لحما ولا تذر عظما أو تبقي شيئا يبقي فيها إلا أهلكته ولا تذره ها لكابل يعود كما كان لواحة خبر مبتدأ محذوف أي هي لواحة للبشر جمع بشرة وهي ظاهر الجلدي أي مسودة للجلود ومحرقة لها عليها على سقر تسعة عشر أي يلي أمرها تسعة عشر ملكا عند الجمهور وقيل صنفا من الملائكة وقيل صفا وقيل نقيبا وما جعلنا أصحاب النار أي خزنتها الا ملائكة لانهم خلاف جنس المعذبين فلا تأخذهم الرأفة والرقة لأنهم أشد الخق بأسا فللواحد منهم قوة الثقلين وما جعلنا عدتهم تسعة عشر إلا فتنة أي ابتلاء واختيارا للذين كفروا حتى قال أبو جهل لما نزلت وكان شديد البطش أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين فنزلت وما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة أي وما جعلناهم رجالا من جنسكم يطاقون وقالوا في تخصيص الخزنة بهذا العدد مع انه لا يطلب في الاعداد العلل ان ستة منهم يقودون الكفرة إلى النار وستة يسوقونهم وستة يضربونهم بمقامع الحديد والآخر خازن جهنم وهومالك وهو الاكبر وقيل في سقر تسعة عشر دركا وقد سلط على كل درك ملك وقيل يعذب فيها بتسعة عشر لونا من العذاب وعلى كل لون ملك موكل وقيل ان جهنم تحفظ بما تحفظ به الارض من الجبال وهي تسعة عشر وكان اصلها مائة وتسعين إلا أن غيرها يشعب عنها ليستيقن الذين اوتوا الكتاب لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين فاذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله ويزداد الذين آمنوا بمحمد وهو عطف على ليستيقن إيمانا لتصديقهم بذلك كما صدقوا سائر ما أنزل أو يزدادوا يقينا لموافقة كتابهم كتاب أولئك ولا يرتاب الذين أوتوا الكتباب والمؤمنون هذا عطف أيضا وفيه توكيد للاستيقان وزيادة الايمان إذ الاستيقان وازدياد الايمان دالان على انتفاء الارتياب ثم عطف على ليستيقن أيضا وليقول الذين في قلوبهم مرض نفاق والكافرون والمشركون فان قلت النفاق ظهر في المدينة والسورة مكية قلت معناه وليقول المنافقون الذين يظهرون في المستقبل بالمدينة بعد الهجرة والكافرون بمكة ماذا اراد الله بهذا مثلا وهذا أخبار بما سيكون


الصفحة التالية
Icon