نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أو حين ففرقن بين الحق والباطل فالقين ذكرا إلى الانبياء عليهم السلام عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه كقوله ويجعله كسفا فألقين ذكرا إما عذرا للذين يعتذرون إلى الله بتوبتهم واستغفارهم إذا رأوا نعمة الله في الغيث ويشكرونها وإما نذرا للذين لا يشكرون وينسبون ذلك إلى الأنواء وجعلن ملقيات الذكر باعتبار السببية عرفا حال أي متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا أو مفعول له أي أرسلن للاحسان والمعروف وعصفا ونشرا مصدران أو نذرا أبو عمرو وكفى غير أبي بكر وحماد والعذر والنذار مصدران من عذر إذا محا الاساءة ومن أنذر إذا خوف على فعل كالكفر والشكر وانتصابهما على البدل من ذكرا أو على المفعول له إن ما توعدون إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لواقع لكائن نازل لا ريب فيه وهو جواب القسم ولا وقف إلى هنا لوصل الجواب بالقسم فإذا النجوم طمست محيت أو ذهب بنورها وجواب فإذا محذوف والعامل فيها جوابها وهو وقوع الفصل ونحوه والنجوم فاعل فعل يفسره طمست وإذا السماء فرجت فتحت فكانت أبوابا وإذا الجبال نسفت قلعت من أماكنها وإذا الرسل أقتت أي وقتت كقراءة أبي عمر وأبدلت الهمزة من الواو ومعنى توقيت الرسل تبيين وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم لأي يوم أجلت أخرت وأمهلت وفيه تعظيم لليوم وتعجيب من هو له والتأجيل من الأجل كالتوقيت من الوقت ليوم الفصل بيان ليوم التأحيل وهو اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق وما أدراك ما يوم الفصل تعجيب آخر وتعظيم لأمره ويل مبتدأ وإن كان نكرة لأنه في أصله مصدر منصوب ساد مسد فعله ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه ونحوه سلام عليكم يومئذ ظرفه للمكذبين بذلك اليوم خبره ألم نهلك الأولين الأمم الخالية المكذبة ثم ننبعهم الآخرين مستأنف بعد وقف وهو وعيد لأهل مكة أي ثم نفعل بأمثالهم من الآخرين مثلما فعلنا بالأولين لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم كذلك مثل ذلك الفعل الشنيع نفعل بالمجرمين بكل من أجرم ويل يومئذ للمكذبين بما أوعدنا ألم نخلقكم من ماء مهين حقير وهو النطفة فجعلناه أي الماء في قرار