مكين
مكين مقر يتمكن فيه وهو الرحم ومحل إلى قدر معلوم الحال أي مؤخرا إلى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به وهو تسعة أشهر أو ما فوقها أو ما دونها فقدرنا فقدرنا ذلك تقديرا فنعم القادرون فنعم المقدرون له نحن أو فقدرنا على ذلك فنعم القادرون عليه نحن والأول أحق لقراءة نافع وعلى بالتشديد ولقوله من نطفة خلقه فقدره ويل يومئذ للمكذبين بنعمة الفطرة ألم نجعل الأرض كفاتا وهو من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه وهو اسم ما يكفت كقولهم الضمام لما يضم وبه انتصب أحياء وأمواتا كانه قيل كافتة أحياء وأمواتا أو بفعل مضمر يدل عليه كفاتا وهو تكفت أي تكفت أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها والتكبير فيهما للتفخيم أي تكفت أحياء لا يعدون امواتا لا يحصرون وجعلنا فيها رواسي جبالا ثوابت شامخات عاليات وأسقيناكم ماء فراتا عذبا ويل يومئذ للمكذبين بهذه النعمة انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون أي يقال للكافرين يوم القيامة سيروا إلى النار التي كنتم بها تكذبون انطلقوا إلى تكرير التوكيد إلى ظل دخان جهنهم ذي في ثلاث شعب يتشعب لعظمه ثلاث شعب وهكذا الدخان العظيم يتفرق ثلاث فرق لا ظليل نعت ظل أي لا مظل من حر ذلك اليوم وحر النار ولا يغني في محل الجراى وغير مغن لهم من اللهب من حر اللهب شيئا انها أي النار ترمي بشرر هو ما تطاير من النار كالقصر في العظم وقيل هو الغليظ من الشجر الواحدة قصرة كانه جماله كوفى غير أبي بكر جمع جمل جمالات غيرهم جمع الجمع صفر جمع أصفر أي سود تضرب إلى الصفرة وشبه الشرر بالقصر لعظمه وارتفاعه وبالجمال للعظم والطول واللون ويل يومئذ للمكذبين بأن هذه صفتها هذا يوم لا ينطقون وقرىء بنصب اليوم أي هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية وعن قوله ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون فقال في ذلك اليوم مواقف في بعضها يختصمون وفي بعضها لا ينطقون أو لا ينطقون بما ينفعهم بجعل نطقهم كلا نطق ولا يؤذن لهم في الاعتذار فيعتذرون عطف على يؤذن منخرط في سلك النفي أي لا يكون لهم إذن واعتذار ويل يومئذ للمكذبين بهذا اليوم هذا يوم الفصل بين المحق والمبطل والمحسن والمسيء بالجزاء


الصفحة التالية
Icon