ص ٥ - ١
بسم الله الرحمن الرحيم ص والقرآن ذى الذكر بل الذين كفروا فى عزة وشقاق
سورة ص مكية وهى ثمان وثمانون آية كوفى وتسع بصرى وست مدنى
بسم الله الرحمن الرحيم
ص ذكر هذا الحرف من حروف المعجم على سبيل التحدى والتنبيه على الإعجاز ثم أتبعه القسم محذوف الجواب لدلالة التحدى عليه كأنه قال والقرآن ذى الذكر أى ذى الشرف إنه لكلام معجز ويجوز أن يكون ص خبر مبتدأ محذوف على أنه اسم للسورة كأنه قال هذه ص أى هذه السورة التى أعجزت العرب والقرآن ذى الذكر كما تقول هذا حاتم والله تريد هذا المشهور بالسخاء والله وكذلك إذا أقسم بها كأنه قال أقسمت بص والقرآن ذى الذكر إنه لمعجز ثم قال بل الذين كفروا فى عزة تكبر عن الاذعان لذلك والاعتراف بالحق وشقاق خلاف الله ولرسوله والتنكير فى عزة وشقاق للدلالة على شدتهما وتفاقمهما وقرىء فى عزة أى فى غفلة عما يجب عليهم من النظر واتباع الحق كم اهلكنا وعيد لذوى العزة والشقاق من قبلهم من قبل قومك من قرن من أمة فنادوا فدعوا واستغاثوا حين رأوا العذاب ولات هى لا المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على رب وثم للتوكيد وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا أحد مقتضييها أما الاسم أو الخبر وامتنع بروزهما جميعا وهذا مذهب الخليل وسيبويه وعند الأخفش أنها لا النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصت بنفى الأحيان وقوله حين مناص منجا منصوب بها كأنك قلت ولا حين مناص لهم وعندهما أن النصب على تقدير ولات حين مناص أى وليس الحين حين مناص وعجبوا أن جاءهم من أن جاءهم منذر منهم رسول من أنفسهم بنذرهم يعنى استبعدوا أن يكون النبى من البشر وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشىء عجاب ولم يقل وقالوا إظهار للغضب عليهم ودلالة على أن هذا القول لا يجسر عليه إلا الكافرون المتوغلون فى الكفر المنهمكون فى الغى إذ لا كفر أبلغ من أن يسموا من صدقه الله كاذبا ساحرا ويتعجبوا من التوحيد وهو الحق الأبلج ولا يتعجبوا من الشرك وهو باطل لجلج وروى أن عمر رضى الله عنه لما أسلم فرح به المؤمنون وشق على قريش فاجتمع خمسة وعشرون نفسا من صناديدهم ومشوا إلى أبى طالب وقالوا أنت كبيرنا وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء يريدون الذين دخلوا فى الإسلام وجئناك لتقضى بيننا وبين ابن أخيك فاستحضر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا ابن أخى هؤلاء قومك يسألونك