ص ١٠ - ٦
السواء فلا تمل كل الميل على قومك فقال عليه السلام ماذا يسألوننى فقالوا ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك فقال عليه السلام أتعطونى كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم قالوا نعم وعشرا أى نعطيكها وعشر كلمات معها فقال قولوا لا إله إلا الله فقاموا وقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا أى أصير ان هذا الشىء عجاب أى بليغ فى العجب وقيل العجيب ماله مثل والعجاب مالا مثل له وانطلق الملأ منهم أن امشوا وانطلق أشراف قريش عن مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجواب العتيد قائلين بعضهم لبعض أن امشوا وأن بمعنى أى لأن المنطلقين عن مجلس التقاول لابد لهم من أن يتكلموا ويتفاوضوا فيما جرى لهم فكان انطلاقهم متضمنا معنى القول واصبروا على عبادة آلهتكم إن هذا الأمر لشىء يراد أى يريده الله تعالى ويحكم بامضائه فلا مرد له ولا ينفع فيه إلا الصبر أو أن هذا الأمر لشىء من نوائب الدهر يراد بنا فلا انفكاك لنا منه ماسمعنا بهذا التوحيد فى الملة الآخرة فى ملة عيسى التى هى آخر الملل لأن النصارى مثلثة غير موحدة أو فى ملة قريش التى أدركنا عليها آباءنا إن هذا ماهذا إلا اختلاق كذب اختلقه محمد من تلقاء نفسه أأنزل عليه الذكر القرآن من بيننا أنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم وينزل عليه الكتاب من بينهم حسدا بل هم فى شك من ذكرى من القرآن بل لما يذوقوا عذاب بل لم يذوقوا عذابى بعد فإذا ذاقوه زال عنهم مابهم من الشك والحسد حينئذ أى أنهم لا يصدقون به إلا أن يمسهم العذاب فيصدقون حينئذ أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب يعنى ماهم بمالكى خزائن الرحمة حتى يصيبوا بها من شاءوا ويصرفوها عمن شاءوا ويتخيروا للنبوة بعض صناديدهم ويترفعوا بها عن محمد وإنما الذى يملك الرحمة وخزائنها العزيز القاهر على خلقه الوهاب الكثير المواهب المصيب بها مواقعها الذى يقسمها على ما تقتضيه حكمته ثم رشح هذا المعنى فقال أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما حتى يتكلموا فى الأمور الربانية والتدابير الالهية التى يختص بها رب العزة والكبرياء ثم تهكم بهم غاية التهكم فقال فإن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق والتصرف فى الرحمة فليرتقوا فى الأسباب فليصعدوا فى المعارج والطرق التى يتوصل بها إلى السماء حتى يدبروا أمر العالم وملكوت الله وينزلوا الوحى إلى من يختارون ثم وعد نبيه عليه السلام النصرة عليهم بقوله جند مبتدأ ما صلة مقوية للنكرة المبتدأة هنالك اشارة إلى بدر ومصارعهم أو إلى حيث وضعوا فيه