ركبك فى أىصورة اقتضتها مشيئته من الصور المختلفة فى الحسن والقبح والطول والقصر ولم تعطف هذه الجملة كما عطف ما قبلها لأنها بيان لعدلك والجار يتعلق بركبك على معنى وضعك فى بعض الصور ومكنك فيها أو بمحذوف أىركبك حاصلا فى بعض الصور كلا ردع عن الغفلة عن الله تعالى بل تكذبون بالدين أصلا وهو الجزاء أو دين الاسلام فلا تصدقون ثوابا ولا عقابا وان عليكم لحافظين أعمالكم وأقوالكم من الملائكة كراما كاتبين يعنى انكم تكذبون بالجزاء والكاتبون يكتبون عليكم أعمالكم لتجاوزوا بها يعملون ما تفعلون لا يخفى عليهم شىء من أعمالكم وفى تعظيم الكتبة بالثناء عليهم تعظيم لأمر الجزاء وأنه عند الله من جلائل الأمور وفيه انذار وتهويل للمجرمين ولطف للمتقين وعن الفضيل انه إذا قرأها قال ماأشدها من آية على الغافلين إن الأبرارلفى نعيم إن المؤمنين لفى نعيم الجنة وإن الفجار لفى جحيم وإن الكفار لفى النار يصلونها يوم الدين يدخلونها يوم الجزاء وماهم عنها بغائبين أى لا يخرجون منها كقوله تعالى وما هم بخارجين منها ثم عظم شأن يوم القيامة فقال وما أدراك ما يوم الدين ما أدراك ما يوم الدين فكرر للتأكيد والتهويل وبينه بقوله يوم لا تملك نفس لنفس شيئا أى لا تستطيع دفعا عنها ولا نفعا لها بوجه وإنما تملك الشفاعة بالاذن يوم بالرفع مكى وبصرى أى هو يوم أو بدل من أى لا أمر إلا لله تعالى وحده فهو القاضى فيه دون غيره
سورة المطففين مختلف فيها وهى ست وثلاثون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

ويل مبتدا خبره للمطففين للذين يبخسون حقوق الناس فى الكيل والوزن الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا أخذوا بالكيل من الناس يأخذون حقوقهم وافية تامة ولما كان اكتيالهم على الناس يستوفون أى إذا أخذوا بالكيل من الناس يأخذون حقوقهم وافية تامة ولما كان اكتيالهم من الناس اكتيالا يضرهم ويتحامل فيه عليهم أبدل على مكان من الدلالة على ذلك ويجوز أن يتعلق على يستوفون ويقدم المفعول على الفعل لافادة الاختصاص أى يستوفون على


الصفحة التالية
Icon