الناس خاصة وقال الفراء من وعلى يعتقبان فى هذا الموضع لأنه حق عليه فإذا قال اكتلت عليك فكانه قال أخذت ما عليك وإذ١ قال اكتلت منك فكأنه قال استوفيت منك والضمير المنصوب فى وإذا كالوهم أو وزنوهم راجع إلى الناس أى كالوا لهم أو وزنوا لهم فحذف الجار واوصل الفعل وإنما لم يقل أو اتزنوا كما قيل او وزنوهم اكتفاء ويحتمل أن المطففين كانوا لا يأخذون ما يكال ويوزن إلا بالمكاييل لتمكنهم بالاكتيال من الاستيفاء والسرقة لأنهم يدعون ويحتالون فى الملء وإذا أعطوا كالوا أو وزنوا لتمكنهم من الجنس فى النوعين يخسرون ينقصون يقال خسر الميزان واخسره الا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يعنى يوم القيامة ادخل همزة الاستفهام على النافية توبيخا وليست إلا هذه للتنبيه وفيه انكار وتعجيب عظيم من حالهم فى الاجتراء على التطفيف كأنهم لا يخطرون ببالهم ولا يخمنون تخمينا أنهم مبعوثون ومحاسبون على مقدار الذرة ولو نوا أنهم يبعثون ما نقصوا فى الكيل والوزن وعن عبد الملك بن مروان أن اعرابيا قال له لقد سمعت ما قال الله فى المطففين أراد بذلك أن المطفف قد توجه عليه الوعيد العظيم الذى سمعت به فما ظنك بنفسك وأنت تأخذ أموال المسلمين بلا كيل ولا وزن ونصب يوم يقوم الناس بمبعوثون لرب العالمين لأمره وجزائه وعن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قرأ هذه السورة فلما بلغ هنا بكى نحيبا وامتنع من قراءة ما بعده كلا ردع وتنبيه أى ردعهم عما كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث والحساب ونبههم على أنه مما يجب أن يتاب عنه ويندم عليه ثم اتبعه وعيد الفجار على العموم فقال ان كتاب الفجار صحائف أعمالهم لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم فان قلت قد أخبر الله تعالى عن كتاب الفجار بأنه فى سجين وفسر سجينا بكتاب مرقوم فكأنه قيل إن كتابهم فى كتاب مرقوم فما معناه قلت سجين كتاب جامع هو ديوان الشر دون الله فيه أعمال الشياطين والكفرة من الجن والإنس وهو كتاب مرقوم مسطور بين الكتابة أو معلم يعلم من رآه أنه لا خير فيه من رقم الثياب علامتها والمعنى أ ما كتب من أعمال الفجار مثبت فى ذلك الديوان وسمى سجينا فعيلا من السجن وهو الحبس والتضييق لأنه سبب الحبس والتضييق فى جهنم أو لأنه مطروح تحت الأرض السابعة فى مكان وحش مظلم وهو مسكن إبليس وذريته وهو اسم علم منقول من وصف كحاتم منصرف لوجود سبب واحد وهو العلمية فحسب ويل يومئذ يوم يخرج المكتوب للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين الجزاء والحساب وما يكذب به بذلك اليوم إلا كل معتد مجاوز للحد